بينما لا تزال المصادر الدبلوماسية والأممية تتحدث عن تدخل أبوظبي في الحرب الأهلية في ليبيا بدعمها اللواء المتمرد خليفة حفتر، باعتراف حفتر نفسه وباعتراف عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول تعليق له على اعتداء حفتر على طرابلس، إن بلاده ستقف إلى جانب الليبيين في مقاومتهم للدكتاتور المدعوم من قبل بعض الدول الأوروبية والعربية.
ويشير أردوغان إلى الدعم الذي يتلقاه حفتر من مصر والسعودية والإمارات ودول أوروبية، على رأسها فرنسا.
وقال إن "ليبيا اليوم واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها، ففي جانب منها هناك إدارة تستمد شرعيتها من الشعب، وفي الجانب الآخر دكتاتور يتم دعمه من قبل أوروبا وبعض الدول العربية".
وفي كلمة ألقاها في اجتماع لحزبه بأنقرة، تعهد أردوغان بأن تسخر تركيا كل إمكانياتها من أجل إفشال مساعي الذين يعملون على تحويل ليبيا إلى سوريا.
وكشفت المصادر الأممية مؤخرا، أن الأمم المتحدة تجري تحقيقا في وصول أسلحة إمارتية إلى حفتر من بينها طائرتين بدون طيار، بدأتا بالفعل بقصف أهداف في العاصمة طرابلس.
ويقول مراقبون، إن إفريقيا تشكل ساحة نفوذ وصراع متزايد بين أنقرة وأبوظبي ومن يدعمها من الرياض ونظام السيسي، وأن تعهدات أردوغان سوف تؤدي إلى تأجيج المواجهة في البلد العربي الإفريقي بعد أن عاث حفتر فيها فسادا بدعم هذه الدول لوأد الربيع العربي وعسكرة المنطقة وحرمانها من حكومات مدنية ديمقراطية، بحسب المراقبين.
ويتوقع المراقبون أن تشهد طرابلس حربا بالوكالة بين هذه الدول بعد أن رفضت الإمارات الحل السياسي ودفعت بحفتر للهجوم على طرابلس بهدف إشغال الثورة الجزائرية وتوتير الساحة التونسية وإرباك الساحة السودانية وضرب جهود المغرب التي أسفرت عن اتفاق الصخيرات السياسي بين الأطراف الليبية، وهو ما أدى لغضب الرباط من تحركات أبوظبي في ليبيا وهدرها فرص السلام والاستقرار.