شارك عشرات آلاف اليمنيين في تظاهرة حاشدة في العاصمة صنعاء، للمطالبة بإسقاط حكومة محمد سالم باسندوة على خلفية قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، وسط أنباء عن قرب تشكيل حكومة بديلة.
وتجمع عشرات الآلاف في ساحة التغيير بالقرب من بوابة جامعة صنعاء، قبل ان يتحركوا باتجاه ميدان التحرير، مرددين هتافات تطالب بإسقاط حكومة باسندوة، والغاء قرار رفع اسعار المشتقات النفطية، دون احتكاك مباشر مع قوات الجيش والأمن التي تمركزت في تقاطعات الشوارع.
وأعلنت جبهة انقاذ الثورة، التي يقودها النائب في البرلمان احمد سيف حاشد، انسحابها من التظاهرة بسبب تغيير الحوثيين اهدافها وشعاراتها، وسط انباء عن اتفاق بين الجماعة والرئيس عبدربه منصور هادي على تسوية تضمن بموجبها دخول الحوثيين في التشكيلة الحكومية الجديدة.
وقال الناشط الاشتراكي في الجبهة هاني الجنيد: «انسحبنا مع جبهة انقاذ الثورة وجرحى الثورة من مسيرة بسبب تجيير الحوثيين لها، ودخول مسلحين حوثيين في صفوفها، وبسبب رفع شعارات وهتافات حوثية غير وطنية لا علاقة لها بأهداف المسيرة». وأضاف الجنيد أن «جماعة الحوثي افتضحت أمام الرأي العام، وتتظاهر بالأسلحة في قلب العاصمة صنعاء، ولن نكون مع هذه الجماعة الدينية المتخلفة، وقريباً سيسقطون كما سقط تنظيم الاصلاح من قبلهم». في الأثناء، قالت مصادر سياسية مطلعة ان الاتصالات التي جرت بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي افضت الى صفقة سياسية تم بموجبها الغاء فكرة اقامة مخيم اعتصام دائم للحوثيين في ميدان التحرير الى حين اقالة الحكومة، والغاء قرار رفع اسعار المشتقات النفطية.
وبحسب المصادر، فإن الصفقة تنص ايضا على إقالة رئيس الحكومة الذي اتهم بالعجز والفشل، وتشكيل حكومة جديدة لم يحدد من سيرأسها، على ان يمثل الحوثيون فيها بثلاثة حقائب وزارية، وفصيل الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني ايضا بثلاث حقائب وزارية.
من جهته، انتقد القيادي البارز في الحراك الجنوبي احمد القنع تصريحات عبد الملك الحوثي وقال انها تصريحات تحريضية ودعوة للفوضى وإقلاق السكينة العامة وتهديد السلم الاجتماعي بغية الإطاحة بنظام الرئيس هادي.
واضاف القنع أن «ما أقدم عليه الحوثي بهذا النزق التحريضي المتطرف، وما خططتم له منذ أيام، سيجعلكم عرضة للانتقاد وتحمل مسؤولية تبعات ذلك، ويعد خروجا فاضحا عن ما وافقتم عليه في مخرجات الحوار الوطني، والتفاف فاضح وصريح على المبادرة الخليجية، وتحديا صارخا لإرادة كل اليمنيين شمالا وجنوبا وتجاوزا صارخا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140».
ودعا مجلس الأمن والدول الراعية إلى «أخذ خطاب الحوثي التحريضي وتداعياته الخطيرة على محمل الجد لجعله تحت طائلة لجنة العقوبات الدولية».