رفعت طهران نبرة تهديداتها الموجهة إلى السعودية والإمارات، عقب "هجوم زاهدان" الذي أودى بحياة 27 من أفراد "الحرس الثوري" في محافظة سيستان-بلوشستان جنوب شرقي إيران، واتهمت البلدين بتنفيذه.
وعقب اتهام الحرس الثوري الإيراني كلاً من السعودية والإمارات وباكستان بدعم منفّذي الهجوم "بأوامر أمريكية وإسرائيلية"، وتوعُّدها بإجراءات تستهدفها، باتت السيناريوهات مفتوحة بشأن ماهية هذا الرد؟
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران دولاً عربية أو حتى غربية، فإنها اعتادت أن تخرج بعد كل مأزق أو أزمة تمرّ بها، لتطلق تصريحاتها المؤكِّدة عدم سكوتها.
تصريحات طهران الأخيرة جاءت عقب هجوم انتحاري استهدف، يوم الأربعاء (13|2)، حافلة لقوات الحرس الثوري الإيراني في محافظة سيستان-بلوشستان المتاخمة للحدود الباكستانية، وأسفر عن مقتل 27 عنصراً وإصابة 13 آخرين.
وتبنَّى هذا الهجوم "جيشُ العدل"، وهو تنظيم مسلَّح ينشط جنوبي إيران، يقول إنه يدافع عن حقوق البلوش، في حين تعتبره طهران تنظيماً "إرهابياً".
وفي تهديده للرياض وأبوظبي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي الإيراني، السبت (16|2)، إنَّ تعامل طهران مع البلدين "سيختلف كلياً، وستكون هناك إجراءات مختلفة بعد الهجوم".
وزعم جعفري: إن "السعودية والإمارات، وبأوامر من أمريكا وإسرائيل، دعمتا منفّذي هجوم زاهدان".
كما أوضح أن من نفذوا الهجوم يتمتعون بحماية الأجهزة الأمنية ودعمها في باكستان، مشيراً إلى أن على الأخيرة "تغيير تعاملها مع الإرهابيين، وإلا فإن إيران ستتحرك وتتخذ إجراءات مختلفة"، كما أكد أنه سيكون هناك "انتقام" للقتلى.
وفي كل مرة تتعرض فيها إيران لهجمات تستهدف أفرادها، تتهم دولاً مختلفة بالإضافة إلى أمريكا و"إسرائيل"، بالضلوع في هذه الهجمات.
ولكن مراقبين يؤكدون أن التهديدات الإيرانية ليست أكثر من ظاهرة صوتية تطلقها بعد كل هجوم يستهدفها، إذ لطالما هددت طهران تل أبيب بعد عشرات من عمليات الاغتيالات لعلماء إيرانيين في مجال الذرة بعد أن تتهم إسرائيل باغتيالهم. ويشير مراقبون أن هذه التهديدات تأتي لتهدئة غضب الشارع الإيراني لا أكثر.