زعم مسؤولان في المخابرات اليمنية، عن وجود خلاف بين السعودية والإمارات بشأن دعم أبوظبي للانفصال وتكوين دولة جنوبية على غرار ما قبل 94 (الوحدة).
ونقل موقع "اليمن نت" عن المسؤولين اللذين لم يكشف عن هويتهما، إلى أن اجتماعا جرى نهاية ديسمبر الماضي بين قادة في المخابرات والجيش السعوديين والمخابرات الإماراتية بوجود الشيخ "طحنون بن زايد" الذي يمسك بملف اليمن، انتهى بخلافات حول مستقبل اليمن مع تحركات الأمم المتحدة من أجل السلام.
وقال المسؤول الأول إن المخابرات السعودية أبلغتهم برغبة الإمارات بتكوين "دولة جنوبية" تحت الانتداب، أو انفصال على مرحلتين بجدول زمني تبدأ بـ"يمن اتحادي" من إقليمين يستمر لعام أو عامين قبل إعلان الانفصال.
وقال "طحنون بن زايد" لرئيس جهاز المخابرات السعودية الفريق "خالد الحميدان" إن أبوظبي ستبذل جهدها من أجل انفصال "جنوب اليمن"، زاعما أن تلك رغبة السكان هناك.
وأكد "الحميدان" أن مناقشة هذا الموضوع "استفزاز للسعودية وإهانة لتاريخها بأن تتدخل في اليمن وتكون النتيجة تقسيم البلاد"، وفقا للمصادر ذاتها، وفق للموقع اليمني
وأضاف المسؤولان أن "طحنون بن زايد" كان غاضبا للغاية، عندما قال "الحميدان" إن "الموضوع متعلق بالشرعية اليمنية واستفتاء شعبي إذا لزم الأمر وليس من حق أبوظبي الحديث عن جزء من سكان دولة أخرى".
وقال المسؤولان اليمنيان إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكدا ضرورة بقاء اليمن موحدا، وبناء دولة اتحادية، بينما تدعم بريطانيا الرؤية اليمنية لمواجهة الوجود الإماراتي في جنوب اليمن.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق استقصائي للإذاعة الألمانية، أن الميليشيات المقاتلة في اليمن تتصارع بأسلحة أوروبية جرى تصنيعها في السعودية أو الإمارات بموجب تراخيص من الشركات الأم في أوروبا.
وتقود الإمارات والسعودية ائتلافا عسكريا، يشمل القوات المحلية المؤلفة من مختلف الفصائل اليمنية، ويحاول إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة بعد أن أطاحت بها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في 2014.
وبين الحين والآخر يظهر الخلاف على السطح، ثم يختفى تدريجياً من على أرض الواقع، لرغبة السعودية بعدم خسارة الإمارات الحليف المتبقى لها في التحالف العسكري، بعد انسحاب معظم الدول منه وآخرها المغرب.
ولدى أبوظبي طموحات خاصة ورؤية لا تتفق تماماً مع أهداف التحالف العسكري الداعم للشرعية اليمنية، كما لا تتوافق مع رؤية الحليف الأكبر والتي ترى في الوحدة اليمنية أمن واستقرار للمملكة، بحسب مراقبين يمنيين.
وتدعم أبوظبي جماعات انفصالية مسلحة لا تعترف بشرعية الرئيس اليمني هادي، وتأتمر بأمر الإمارات، وتمارس أعمال تقوض الحكومة المعترف بها دولياً بل وصل الحد الى الاشتباكات المسلحة كما حدث في العاصمة المؤقتة عدن وجزيرة سقطرى والمهرة.
ويرى نشطاء يمنيون، أن فشل التحالف العسكري بقيادة الرياض للعام الرابع من حسم المعركة ضدالحوثيين المدعومين من إيران، يرجع الى هذا الخلاف المتناقض بين الحليفين الرئيسيين في التحالف، الأمر الذي مكن الحوثيين من الصمود والبقاء في اليمن ما يشكل تهديداً مستمراً على البلدين.