فاجأ الممثل والمخرج الإماراتي حبيب غلوم جمهوره والإماراتيين عموما بأنه يفكر بمغادرة الإمارات والهجرة إلى الكويت نظرا لما أسماه بسبب تراجع الفن في الإمارات، على حد قوله.
المراقبون وإماراتيون استوقفتهم هذه التصريحات الغريبة في مشهدين اثنين.
المشهد الأول، أن غلوم ورغم عمله الرئيسي في مسلسل "خيانة وطن" الذي أنتجه جهاز الأمن وموله ها هو الآن يقع ضحية لتدخلات الجهاز في المجال الفني والثقافي في الدولة، وإلا ما معنى أن الفن تراجع في الدولة رغم كل الإمكانيات المالية والفنية الهائلة التي توفرها مدن سينمائية قائمة في دبي وأبوظبي.
واستذكر الإماراتيون لغلوم عمله المدان في هذا المسلسل الذي تضمن مضاميين تمييز وعنصرية ضد قطاع واسع من الإماراتيين كان مليئا بالأكاذيب والافتراءات، بحسب ناشطين إماراتيين.
يبدو أن حديث غلوم عن تراجع الفن في ظل هذه الإمكانيات حديثا غير منطقي ولا مفهوم إلا إذا يقصد تدخلات جهاز الأمن حتى مع الممثلين والمخرجين الذين يعملون لصالحه، كون الجهاز لا ينفك عن استخدام أي شخص يقع في طريقه ولا يقنع منه بعمل واحد!
أما المشهد الثاني، فهو تعارض هذه التصريحات مع توجهات الحكومة مؤخرا. فالحكومة أعلنت طوال الشهور الماضية عن برامج لاستقطاب المبدعين من مختلف المجالات، وعندما يسمع المبدعون لحديث مواطن إماراتي يتحدث عن بلاده بهذه الطريقة فإنهم سيعزفون عن القدوم للدولة أو يترددون على الأقل.
وقد اعتبر مراقبون أن تصريحات غلوم هذه لا تقل سوءا عن قضية الأكاديمي البريطاني هيدجيز الذي حكم بالمؤبد في الدولة ثم أفرج عنه تحت الضغوط البريطانية وسبب حملة مقاطعة أكاديمية وسياحية واسعة النطاق.