قال الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، إنه «لم يكن أمامه خيار سوى الاعتراف» بتهم تتعلق بالتجسس، خلال فترة احتجازه في الإمارات على مدى ما يقرب من 7 أشهر.
وأصدرت الإمارات عفواً عن هيدجز من حكم صدر في نوفمبر 2018، يقضي بسجنه مدى الحياة، بعد نشر تسجيل مصور يعترف فيه بأنه عضو في جهاز المخابرات البريطانية (إم.آي6)، وبأنه كان يُجري بحثاً عن الأنظمة العسكرية التي تشتريها الإمارات.
وظهر هيدجز بالتسجيل، الذي كان الصوت فيه غير واضح في بعض الأجزاء ولم يتسنّ بشكل مستقل التحقق من صحة الترجمة المصاحبة له، وهو يقول إنه تواصل مع مصادر بوصفه طالب دكتوراه. ونفت بريطانيا أنه جاسوس، ورحّبت بالعفو عنه.
وقال هيدجز لـ «رويترز» في مقابلة بنيويورك: «شريط الاعتراف، حسبما أفهم لأنني لم أطلع عليه، مدمج أو جرى اجتزاؤه، أو أنه مكون من أجزاء (من لقطات لي) على مدى شهور حبسي، كما أنه يتضمن مشاهد من المحكمة، وكنت خاضعاً لإكراه ولتهديدات بالتعذيب ولضغوط نفسية».
وأضاف: «لم يكن هناك خيار آخر سوى الاعتراف».
ولدى سؤاله عن اتهامات هيدجز، قال مسؤول إماراتي إن الأكاديمي لم يتعرض لأي إساءة معاملة بدنية أو نفسية خلال فترة احتجازه، ونفى أن يكون الاعتراف المسجل جرى إدخال تعديلات عليه.
وقال جابر اللمكي، المدير التنفيذي لقطاع الاتصال الإعلامي والاستراتيجي في المجلس الوطني للإعلام بالإمارات، إن الحقيقة الثابتة تتمثل في أن هيدجز كان يعمل لبعض الوقت أكاديمياً ولبعض الوقت رجل أعمال، لكنه كان طوال الوقت جاسوساً.
وألقت سلطات دبي القبض على هيدجز، طالب الدكتوراه بجامعة درم الذي يبلغ من العمر 31 عاماً، في الخامس من مايو 2018، بمطار دبي الدولي بعد زيارة بحثية استغرقت أسبوعين. وظل هيدجز في حبس انفرادي ما يزيد على 5 أشهر. وكانت الأدلة المقدمة ضده عبارة عن ملاحظات كتبها في أطروحته لنيل درجة الدكتوراه.
وقال هيدجز إن السلطات الإماراتية طلبت منه «سرقة وثائق ومعلومات من وزارة الخارجية البريطانية»، وإن ذلك أصابه بالصدمة.
لكن اللمكي نفى أن تكون الإمارات طلبت مثل هذا الطلب، واصفاً هذا الادعاء بأنه هراء.
وركز بحث هيدجز على موضوعات حساسة في الإمارات مثل الهياكل الإدارية لأجهزة الأمن، والنظام القبلي، وتوطيد السلطة السياسية في أبوظبي.
ووصفته أسرته بأنه باحث متفانٍ، أوقعته الظروف في متاعب مع الأمن ونظام العدالة بالإمارات. أما الإمارات، فصوّرته جاسوساً حصل على محاكمة عادلة في جرائم تجسس خطيرة.
وقال هيدجز، الموجود حالياً في نيويورك مع زوجته دانييلا تيجادا التي قادت حملة قوية من أجل إطلاق سراحه، إنه يتلقى حالياً علاجاً نفسياً للتعافي من المحنة التي مر بها، وإن هذه العملية ربما تستغرق عدة سنوات.