دأب تقليد في الدولة منذ سنوات قليلة على تنظيم مسيرة "لأبناء القبائل" في الإمارات بمناسبة اليوم الوطني والذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام. بهذه المناسبة تجري الاحتفالات الوطنية ومن بينها مسيرة للقبائل في الدولة.
والقبائل الإماراتية كلها أصيلة وتشارك في هذه المناسبة الوطنية الغالية كونها شريك أساسي في قيام الاتحاد والحفاظ عليه وعلى استمراره واستقراره. وبنى المغفور له الشيخ زايد علاقات وثيقة بين القبائل ومؤسسات الدولة التي بنيت على أكتاف القبائل منذ تأسيس الدولة، إضافة إلى فتح الشيخ زايد مجلسه للقبائل كافة الذين ساهموا في كثير من المحطات في تصويب المسيرة التعليمية والصحية والمعيشية في الدولة إثر قرارات متعسفة لبعض الوزراء من حين لآخر.
ولكن القبائل تعتقد أن دورهم أخذ يتراجع بصورة كبيرة بذريعة انتقال الدولة من مرحلة "القبيلة" إلى مرحلة "الدولة". في حين تؤكد القبائل أنه يتم استدعاءها للمشهد السياسي والوطني في حالات نادرة جدا منها مسيرة يوم الاتحاد الاحتفالية، وعند الحديث عن طبيعة نظام الحكم الوراثي في الدولة عندما يتم تبريره بالبعد القبلي الأصيل، وفي بقية الحالات هناك تجاهل للقبيلة، على حد تقدير مراقبين.
وقبل مسيرة الاتحاد التي نظمت الاثنين (3|12)، صدرت دراسة فرنسية صدمت القبائل في الدولة، عندما زعمت أن هناك محاولات منظمة ومقصودة تجري في الدولة لتهميش دور القبائل أكثر مما هو عليه التهميش الآن.
فقد زعمت الدراسة: ومما يفتخر به محمد ابن زايد أنه يسعى لاستبدال العلاقات المحلية أو القبلية بالولاء للأمة أو الدولة. ويريد القطيعة مع ملحمة أبيه البدوية التي يعتبر أن الزمن عفا عليها.
وقد مر نحو أسبوعين على هذه الدراسة دون أي نفي أو تأكيد لها، ما عمق اقتناع القبائل أن هناك توظيف لهم وحضور ومشاركة بهذه المسيرة في يوم واحد في السنة، وفي بقية أيام السنة يتم منح القبائل "إجازة جبرية" على حد قولهم.