لعلها صورة واضحة ومختلطة ومتضاربة في آن واحد، هي الصورة التي تركها هجوم "الذباب الإلكتروني" الذي يرأسه المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي السابق سعود القحطاني المتورط في جريمة اغتيال خاشقجي، والذي وصفته "فايننشال تايمز" بأنه "أمير الشر والظلام السعودي".
هذا الذباب وعلى غير عادته، وجه هجوما كاسحا لدولة الإمارات إثر تغريدة للأكاديمي عبد الخالق عبد الله تمنى فيها رؤية زميلة وهي معتقلة رأي في السعودية الآن، فما كان من السعوديين المحسوبين على الديوان الملكي إلا أن أثار قضايا اعتقال أبوظبي عشرات الناشطين والمثقفين في الإمارات، ما أثار استغراب المراقبين والناشطين.
فكما هو معروف، فإن أبوظبي والرياض متورطتان بانتهاكات حقوق الإنسان على مختلف أكثر من صعيد، وخاصة صعيد اعتقالات المثقفين والأكاديميين، بل إن موجات الاعتقال الواسعة في السعودية ضد الدعاة والمثقفين منذ سبتمبر 2017 رأى فيها عموم شعوب الخليج أن الرياض تطبق سياسة أبوظبي تماما في هذا المضمار.
أما الصورة المختلطة والمتضاربة أن "شركاء الانتهاكات" يفجرون في الخصومة فيما بينهم في مبارزة مكشوفة على رمي كل طرف للآخر بأنه هو الذي يمارس الجرائم الحقوقية متمثلة باعتقالات الرأي، وسط تساؤل ناشطين، فيما لو اعتبر سعوديون تغريدة عبد الخالق عبدالله اليوم الاثنين (19|11) لصحفية في الجزيرة عن تلويحه لها"بالمنشار"، انها تستهدفهم، كيف سيرد الذباب الإلكتروني وماذا سيكشف ومن سيورط في جريمة اغتيال خاشقجي.
بدأت قصة الخلاف بين عبد الخالق عبدالله والذباب السعودي عندما كتب مع نشر صورة معتقلة رأي:
السجال الثاني خلال يومين.. حملة سعودية "قوية" ضد الإماراتوبمجرد ظهور التغريدة التي تضمنت ثناء وتمنيا بالإفراج عن الناشطة السعودية المعتقلة، انهالت التعليقات من نشطاء سعوديين تنتقد ما كتبه عبد الخالق عبد الله وتتهمه "ضمنا بالغدر" وبالتحريض على السعودية في ظرف بالغ الحساسية.
وتضمنت تغريدات النشطاء السعوديين تذكيرا للمستشار الإماراتي بالوضع الحقوقي في بلاده، وبوضعية عشرات النشطاء الحقوقيين والمواطنين الإماراتيين القابعين في سجون أبوظبي دون إفراج ولا محاكمة، وفي ظروف تقول المنظمات الحقوقية إنها بالغة السوء.
وكتب أحد المغردين السعوديين نحن أيضا "اشتقنا للمهندس أحمد غيث السويدي.. رجل كريم ابن أكارم.."، وغرد آخر بصورة الحقوقي والمحامي الإماراتي البارز الدكتور محمد الركن قائلا "رجل فاضل نتمنى أن نراه قريبا".