أعلن قصر الإليزيه، مساء الجمعة، أنّ ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اضطّر بسبب “أمر استجّد عليه” أن يلغي زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها، الثلاثاء، إلى فرنسا حيث كان سيلتقيه الرئيس الفرنسي ماكرون.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن باريس وأبوظبي تعملان على تحديد موعد جديدة لهذه الزيارة، من دون أن توضح ماهية السبب الذي استجدّ على نائب رئيس الإمارات واضطره لإلغائها.
و كشف موقع "إنتليجنس أونلاين" مؤخرا، عن زيارة أمنية وصفها بالإستراتيجية يجريها محمد بن زايد الأسبوع القادم إلى فرنسا.
وقال الموقع، "حسب مصادرنا ، سيقوم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان بزيارة إلى باريس في 17-18 أكتوبر لإجراء محادثات استراتيجية".
وفي إشارة إلى "النغمة" التي يرغب في إيصالها، سيرافقه مجموعة من قادة الأمن في عائلة آل نهيان بما في ذلك إخوه سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية ، وطحنون ن بن زايد آل نهيان، مستشاره للأمن القومي.
وتابع الموقع الاستخباري، في الاجتماعات المزمعة مع الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لو دريان، والذي كان له في أغلب الأحيان تعاملات مباشرة مع أبوظبي، يسعى محمد بن زايد للحصول على مزيد من الدعم الفرنسي للإمارات في اليمن. محمد بن زايد، وهو أيضا نائب قائد القوات المسلحة في الإمارات، يبحث بشكل خاص عن دعم للهجوم على ميناء الحديدة الذي رفضته واشنطن حتى الآن.
ومع ذلك، يقول الموقع، "فإن قصر الإليزيه حريص على البقاء أبعد ما يمكن عن مستنقع اليمن".
واستدرك الموقع قائلا: إن حذر باريس حيال اليمن لن يكون مفيدًا إلى حد كبير لصناعة الدفاع الفرنسية التي تحرص على بيع عتادها، ولا سيما طائرات رافال المقاتلة، إلى الإمارات، في إشارة إلى احتمال تضرر المبيعات العسكرية الفرنسية في حال رفض ماكرون الطلب الإماراتي.
وختم الموقع، ستكون زيارة رجال الأمن الإماراتيين إلى فرنسا "فرصة لإعادة إطلاق النقاشات حول الإخوان المسلمين وقطر"، على حد تعبيره.
وبحسب مصادر غربية فإن محمد بن سلمان طلب مساعدة ولي عهد أبوظبي لمواجهة التداعيات الخطيرة لمقتل خاشقجي والمتهم الرئيس فيها ابن سلمان نفسه، ما يرجح انشغال محمد بن زايد بهذه القضية التي أشغلت العالم وتعتبر تحديا لكليهما وتهدد بانكشاف صورة الواقع الحقوقي المزري في العالم العربي الذي تغطيه صفقات سلاح الخليج وشركات العلاقات العامة ليأتي اغتيال خاشقجي ليهدم كل ما صنعته حكومات المنطقة من تلميع صورتها وإظهار "براءتها"، على حد تعبير ناشطين.