وجهت وزارة التربية والتعليم مديري ومديرات مدارس حكومية بتكليف معلمي مادة التصميم الإبداعي والابتكار بتدريس مادتي الرياضيات والفيزياء، بدءاً من 30 سبتمبر الجاري.
جاء ذلك في تعميم أصدرته الوزارة ووزعته، أخيراً، على الإدارات المدرسية، للاستفادة من معلمي مادة التصميم الإبداعي والابتكار في سد العجز في عدد معلمي مادتي الرياضيات والفيزياء لطلبة المرحلة الثانوية.
وذكرت الوزارة أن جدول الحصص سيشهد تعديلاً، بحيث لا يشمل مادة التصميم الإبداعي والابتكار.
يأتي هذا العجز الذي اعترفت فيه الوزارة في وقت فاخر فيه نائب رئيس الشرطة في دبي ضاحي خلفان من أن دولة الإمارات تمتلك أكثر أدوات التجسس تطورا حول العالم.
ورغم ما يشدد عليه نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد على أهمية التعليم وضرورة توفير كل مقومات الميدان التعليمي في الدولة، ورغم التصريحات المتكررة لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في إيلاء التعليم الأهمية التي يستحقها إلا أن وزير التربية والتعليم حسين الحمادي و وزيران آخران يساعدانه لا يزال على رأس عمله دون أن يقدم أية حلول لهذا العجز في المعلمين.
وكان الحمادي سبق أن علق بالقول على استقالات جماعية للمدرسين الإماراتيين، بأن استقالة المئات منهم سنويا ضمن المعدل العالمي في الاستقالات، على حد تعبيره الذي يرى فيه مراقبون عدم مبالاة لا بحقوق المعلمين ولا بالمجال التربوي برمته، حتى وصل حال التعليم في الدولة إلى هذا القصور الذي سوف يهدد مسيرة التعليم برمتها، وعند الامتحانات ينبري الوزير وكبار مسؤولي الوزارة في تبرير ارتفاع نسب الرسوب وتحميل الطلبة وذويهم مسؤولية تعثر الوزارة المزمن والذي يصل حد الفشل على حد تقدير خبراء التربية الإماراتيين.
وتعتبر هاتين المادتين من أهم المواد الدراسية وأصعبها، وعجز الوزارة عن توفير معلمين سواء إماراتيين أو مقيمين سوف يفتح الباب واسعا للدروس الخصوصية التي سترتفع تكلفها في ظل ندرة معلمي هذه المواد في الدولة، ثم تعفي الوزارة نفسها من المسؤولية بعدة تصريحات تندد فيها بالدروس الخصوصية دون أن تحاسب نفسها على أن سياساتها إنما هي سبب انتشار الدروس الخصوصية.
يقول إماراتيون، من مظاهر فشل الوزير السابقة تأخر تسليم الكتب أو رداءة الزي المدرسي وكلها انتقاصات يمكن تحملها، أما أن يصل تقصير الوزير إلى حد عدم توفير مدرسين لأهم مادتين فهو أمر يبعث على التساؤل: لماذا سمح الوزير بانطلاق العام الدراسي في ظل عدم الجهوزية الكاملة؟!