حشد التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية لمعركة الحديدة قوات لم يسبق حشدها لأي معركة منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل ثلاث سنوات، لكن الهدف ليس المدينة في حد ذاتها وإنما الميناء الذي يعمل حتى الآن بشكل طبيعي، فلا مواجهات ولا تهديد يمكن أن يوقفا حركة الميناء ويمنع استقبال البواخر التجارية والمعونات الإنسانية.
وقال يحيى عباس شرف نائب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر الاثنين (18|6) إن حركة العمل في الميناء لا تشهد أي توقف.
ولكن لماذا تريد الإمارات السيطرة على ميناء الحديدة؟ في روايتهما الأولى تقولان إن الحوثيين يستخدمون الميناء لاستقبال أسلحة إيرانية مهربة، غير أن نائب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر ينفي ذلك ويوضح أن الحملة العسكرية التي تستهدف الحديدة هي من أجل الميناء، مشيرا إلى أنه لا نشاط عسكريا في الميناء، ولا يجري فيه تهريب للأسلحة.
وفي الرواية الإماراتية الجديدة فإن الميناء لا يستخدم فقط لتهريب الأسلحة، وإنما هو مصدر دخل أساسي للحوثيين الذين يحصلون على ملايين الدولارات مقابل الرسوم على السلع التي تعبر منه، وما يلاحظ في الروايتين هو غياب البعد الإنساني، ولذلك لم تلتفت الرياض وأبو ظبي إلى مناشدات دولية عديدة تحذرهما من كارثة قد تلحق بالمدنيين إن هما نفذتا هجوم الحديدة، وفق ما قاله وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش في مؤتمر له الاثنين في دبي
وميناء الحديدة هو الشريان الوحيد الذي يمد اليمنيين بالمساعدات الإنسانية والغذاء والدواء، وما يزيد من أهميته أن ثلثي اليمنيين يحتاجون مساعدات اليوم، وبالتالي فاستهداف الميناء لن يشكل خطرا على سكان المحافظة فقط ولكنه يهدد ثلثي اليمنيين، وتقول الأمم المتحدة إن الوضع في اليمن يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بحسب وسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية.