في مسعى لكسر جدران الصمت والانتصار لعشرات المعتقلين الإماراتيين والسعوديين المغيبين منذ سنوات في سجون أبوظبي والرياض، نظم نشطاء عرب وأجانب فعالية حقوقية على طريقتهم الخاصة لتعريف الرأي العام البريطاني بقضية هؤلاء.
وألصق النشطاء على الحافلات السياحية بالعاصمة لندن صورا لوليي عهد أبوظبي محمد بن زايد والسعودية محمد بن سلمان، إلى جانب صور المعتقلين الإماراتيين والسعوديين.
وجابت الحافلات الشوارع لتعريف الرأي العام البريطاني بقضيتهم، والضغط على الحكومة البريطانية من أجل حث السلطات الإماراتية والسعودية على الإفراج عنهم، إذ يرزح في السجون الإماراتية والسعودية بحسب التقارير الحقوقية مئات المعتقلين من الناشطين والناشطات، والعماء ورجال الدين.
تنكيل وصمت
الحافلات التي يرتادها عادة السياح، استقلها عصر السبت (9|6) عشرات الناشطين رافعين صورا للمعتقلين والمعتقلات، ومرددين شعارات تندد باعتقالهم وبما يتعرضون له من تنكيل وسط صمت رسمي بريطاني ودولي. كما ندد النشطاء الذين تفاعل معهم المارة بالتعاون العسكري والأمني الذي يربط حكومة المملكة المتحدة بكل من الرياض وأبو ظبي.
وعلى مدار ثلاثة أيام بدأت السبت، يستمر الناشطون في هذه الفعاليات ضد استمرار انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات في الإمارات والسعودية، وسيمرون يوميا من أمام مقر الحكومة البريطانية ومقر سفارتي الإمارات والسعودية بالعاصمة لندن.
غوانتانامو الإمارات
والسبت تجمع النشطاء أمام سفارة الإمارات بلندن، حيث حملوا صورا للمعتقلين في سجونها، ومنهم الناشط الحقوقي أحمد منصور، وناصر بن غيث، ومحمد الركن، والمعتقل الأردني الصحفي تيسير النجار وغيرهم. كما حملوا لافتات كتبت عليها أسماء معتقلات مثل علياء عبد النور المصابة بالسرطان وأمينة العبدولي وأخريات، ووضعوا رسالة بريدية حقوقية في بريد السفارة.
وقالت شهد أحمد الناطقة باسم الحملة وإحدى المنظمات إن الحملة تنتهي بمؤتمر يوم 13 يونيو الجاري في البرلمان البريطاني. وحول المشاركة وتفاعل المارة في الطرقات، قالت شهد إن التفاعل كان واضحا من خلال مشاركة المارة الذين لفتت الحافلات انتباههم، كما شارك نشطاء أجانب من منظمات حقوقية أخرى في هذه الفعالية.
من جهتها اعتبرت الحملة الدولية للحرية في الإمارات -التي تشارك في تنظيم هذه الفعالية- أن هذا الحراك وسيلة هامة للضغط على الإمارات لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين.
وفي تصريح سابق قال الصحفي بالحملة جو أوديل إن التقارير تشير إلى أنه يوجد في الإمارات معتقلون سياسيون يتعرضون لانتهاكات متعددة مثل سوء التغذية، كما يقدم لهم طعام لا يصلح للحيوانات، ومن شدة التعذيب يلجأ البعض لمحاولة الانتحار، مشيرا إلى زيادة نسبة الانتحار بين المعتقلات، ومدللا على ذلك بتوثيق قفز امرأة مغربية من أربعة طوابق في محاولة للانتحار والخلاص من العذاب. وشبّه الصحفي البريطاني سجن الرزين الإماراتي بسجن غوانتانامو.