نفى التحالف العربي الذي تقودة السعودية في اليمن، وجود أي خلافات مع دولة الإمارات حول العمليات العسكرية والأحداث الجارية في عدن جنوب اليمن.
وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي في مؤتمر صحافي: إن الإتهامات المتداولة بشأن وجود خلافات مع دولة الإمارات على خلفية الأحداث الأخيرة في عدن غير صحيحة.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال في تغريدة على حسابة الشخصي بـ"تويتر" إن موقف الإمارات في أحداث جنوب اليمن واضح ومبدئي في دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ولا عزاء لمن يسعى للفتنة، حد تعبيره.
بدوره، علق الدكتورعبدالخالق عبدالله، على الأحداث التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضية، مؤكدا أن الإمارات تقف بجوار السعودية في الملف اليمني، بشأن دعم الحكومة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي.
وكتب "عبدالله" في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر" : "الإمارات في اليمن مع السعودية لدعم الحكومة الشرعية، ورفضًا للاحتلال الحوثي الإيراني لصنعاء، ولا علاقة لها بانفصال الجنوب الذي كان قائمًا قبل وصول الإمارات، وسيبقى بعد مغادرتها”.
غير أن مراقبين يرون أن أسباب الخِلافات السعوديّة الإماراتيّة في اليمن، اتخذت منحى أبعد منذ لحظة التقارب السعودي مع حِزب الإصلاح الإسلامي والتمسّك بالرئيس هادي ورئيس وزرائه "أحمد بن دغر"، فيما تدعم دولة الإمارات انفصال الجنوب عن الشمال، وقيام دولة علمانية على أرضه.
وفي السياق ذاته، تتهم الحكومة اليمنية الشرعية التي تتخذ من العاصمة المؤقته "عدن" مقراً لها وتتلقى الدعم من السعودية، دولة الإمارات المشاركة في التحالف العربي بإثارة ما أسمته "الإنقسام والفتنة"، على حد وصفها، من خلال دعم ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي المطالب بإنفصال اليمن عن شماله.
وقال رئيس الوزراء اليمني "ا بن دغر" في تصريحات الأحد (28|1)، إن "الأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن"، داعياً قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لإنقاذ الموقف بالمدينة.
ويقول محللون سياسيون إن علاقة دولة الإمارات مع الرئيس اليمني هادي، لم تكن على نحو جيد منذ إبعاد رئيس الحكومة الأسبق خالد بحاح المُقيم حاليًّا في أبو ظبي، وإحلال أحمد بن دغر مكانه، الأمر الذي خلق نوع من الأزمة بين الجانبين.
في غضون ذلك، سيطرت قوات "الحزام الأمني" التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، على مقر معسكر قوات اللواء الرابع حماية رئاسية في عدن، جنوبي اليمن.
وقال قائد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في بيان له اليوم الثلاثاء" ، العميد مهران القباطي، إن الطرف الداعم للإنقلاب مُصر على إسقطاط الشرعية؛ وذلك في إشارة إلى دولة لإمارات التي تنفي تلك الاتهامات.
ويأتي إسقاط المعسكر الحكومي بعد ساعات من الاتفاق على هدنة برعاية قيادة التحالف العربي الذي تقودة السعودية، حيث شهدت المدينة الاثنين (29|1) اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها قوات المجلس الإنتقالي من محاصرةالشوارع التي تقع فيها المؤسسات الحكومية بما فيها مبنى الجوازات، والبنك المركزي، وحي "كريتر" الذي يقع فيه قصر المعاشيق الرئاسي وفيها تتواجد حكومة ابن دغر الشرعية.
ورغم ما تقوله مصادر مقربة من أبوظبي من عدم وجود خلافات بينها مع الرياض في تطورات عدن، إلا افتتاحية صحيفة "راي اليوم" قالت: "مدينة عدن تشهد حاليًّا حَربًا بالإنابة بين أنصار هادي المَدعومين من الرياض، وأنصار المَجلس الانتقالي الذين يَحظون بدعمٍ من دولة الإمارات، واشتباكات الأمس هي انعكاسٌ للخِلاف “غير المُعلن” بين السعوديّة والإمارات، العُضوين الأبرز في التّحالف العربي الذي يُحارب لعَودة “الشرعيّة” في اليمن، ومن يَقول غير ذلك يُجافي الحقيقة بِما في ذلك الدكتور أنور قرقاش"، على حد تأكيدها.
ورأت الصحيفة أن "الأمر المُؤكّد أن السيد عبد الملك الحوثي، رئيس حركة “أنصار الله” الحوثيّة، يَفركْ يَديه فرحًا وهو يُتابع الاشتباكات الدمويّة التي سادَت مدينة عدن، العاصِمة المُؤقّتة للحُكومة “الشرعيّة” طِوال اليَومين الماضِيين".
ويقول مراقبون، إن سقوط عدن بهذه الطريقة يفتح الطريق لمزيد من الفوضى، مستدلين بتغريدات للإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اعتبر أن انفصال الجنوب على هذه الشاكلة ليس في صالح استقرار الشمال أو الجنوب، فيما أكد مراقبون أن التفجير الذي استهدف عناصر من النخبة الشبوانية التي تديرها الإمارات وقُتل فيها 15 عنصرا، أولى تداعيات عدم الاستقرار والفوضى الذي زرعه الانقلابيون بدعم من دول خليجية تكاد تتبنى هذا الانقلاب، كما تبنت من قبله انقلاب مصر، على ما يقول ناشطون.