سيطرت "الدولة الإسلامية" على مجمل ريف محافظة دير الزور السورية الحدودية مع العراق بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة وفصائل أخرى ضمن المعارضة السورية من بلدات ومدن في الريف الشرقي، أو مبايعتهم "الدولة"، فيما سيطرت "الدولة الإسلامية" على حقل العمر النفطي، والذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا .
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "بات كل الخط الممتد من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق وصولا إلى مدينة الباب في محافظة حلب مرورا بمحافظة الرقة، تحت سيطرة الدولة الإسلامية" . واوضح ان مدينة الميادين أبرز مدينة في ريف دير الزور الشرقي "أصبحت تحت سيطرة الدولة الإسلامية، بعدما أخلت جبهة النصرة مقارها في المدينة حيث رفعت الدولة الإسلامية راياتها" . وأضاف المرصد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر حالياً على مساحة من سوريا تبلغ خمسة أمثال مساحة لبنان .
وكان ريف دير الزور الغربي أصلا تحت سيطرة "الدولة الإسلامية" قبل اندلاع هذه الجولة من المعارك قبل أسابيع بين "الدولة الإسلامية" من جهة وفصائل مقاتلة بينها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا .
وتزامنت جولة العنف مع هجوم نفذته "الدولة الإسلامية" في شمال وغرب العراق تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة وأمنت تواصلا بين جانبي الحدود .
وبذلك، باتت مجمل محافظة دير الزور تحت سيطرة "الدولة الإسلامية"، باستثناء مدينة دير الزور التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية وكتائب في المعارضة المسلحة، ومطار دير الزور العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، وبعض النقاط في بلدات في الريف لا تزال في منأى عن المعارك .
وكان المرصد السوري أورد قبل أيام معلومات حول "مفاوضات غير معلنة تجري بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية بوساطات عشائرية من أجل وقف اطلاق النار في محافظة دير الزور" . الا ان قياديي جبهة النصرة لا يزالون يجاهرون بعدائهم ل "الدولة الإسلامية" على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي .
ومن ابرز المناطق التي توقف فيها القتال خلال الساعات الماضية بلدة الشحيل التي تعتبر معقلا لجبهة النصرة ويتحدر منها قياديون من الجبهة، ومدينة العشارة والقرى المجاورة .
من جهة أخرى، سيطرت "الدولة الإسلامية" على أحد اكبر حقول النفط في سوريا في محافظة دير الزور بعد انسحاب "جبهة النصرة" منه . وبذلك، يكون التنظيم سيطر على أغلبية حقول النفط في المحافظة . وقال المرصد "سيطرت الدولة الإسلامية على حقل العمر النفطي" الواقع شمال شرقي مدينة الميادين التي سيطرت عليها "الدولة الإسلامية" فجراً . وأشار إلى أن "هذه السيطرة تأتي عقب انسحاب جبهة النصرة من الحقل النفطي من دون اشتباكات" . وكانت الدولة الإسلامية سيطرت في نهاية إبريل على حقل الجفرة النفطي في دير الزور اثر معارك مع مقاتلين من فصائل في المعارضة المسلحة، ثم استولت تدريجياً خلال المعارك المستعرة منذ نحو الشهر في ريف دير الزور الشرقي على حقول أخرى .