أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

وثائق سرية لسفراء فرنسا في المنطقة والعالم..دبلوماسية أقل وشبهات أكثر!

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-10-2017


كيف كان سفراء فرنسا يعيشون ويحللون الأحداث الرئيسية في النصف الثاني من القرن العشرين؟ هذا ما كشفته البرقيات الدبلوماسية التي نشرت بعضها مجلة فرنسية تحت إشراف المؤرخ موريس فايس.


تقول لوفيغارو مكازين إن البرقيات التي اطلعت عليها تعكس انخراط فرنسا في الشؤون الدولية بين الثامن من مايو 1945 و11 سبتمبر2011.


وتضيف أنها فوجئت بوضوح التحليلات ودقة المعلومات وملاءمتها للظروف، ناهيك عن مرونة الأسلوب الكتابي الذي شمل البيئة المحيطة والرجال المؤثرين فيها، فهذه البرقيات الدبلوماسية المشفرة غنية بالرموز التي تعطي إشارات عن حدث قد يكون بعيدا، إذ إن الدبلوماسي يجمع بين من يستشرف المستقبل والخبير الإستراتيجي والصحفي وأمين الخزانة.


وعلى الرغم من تراجعها الاقتصادي والعسكري، فإنه لا يزال لفرنسا اليوم ممثلون رسميون في 163 سفارة عبر العالم (الثالثة من حيث عدد الممثليات بعد الولايات المتحدة والصين)؛ مما يجعل منها وسيطا نشطا في مفاوضات دولية لا حصر لها، حسب المجلة.


برقيات معبرة:
وفي ما يلي بعض البرقيات التي كشفت معلومات مهمة، والتي كان لبعضها أثر في مجريات الأحداث:


ففي عام 1956، وبعد إعلان الرئيس المصري تأميم شركة قناة السويس، بعث السفير الفرنسي بالقاهرة برقية عبر فيها عن دهشته وغضبه مما قام به "الدكتاتور المصري"، مطالبا "برد قوي" "وحصار فوري" لمصر.


وفي عام 1962 بعث السفير الفرنسي بكوبا برقية أكد فيها أن الروس أدخلوا إلى كوبا ألفي شاب جزائري وألفي شاب صيني، وهي المعلومات التي أرسلتها فرنسا إلى واشنطن، وكانت كافية لتنبيهها إلى المحاولة الروسية لنشر صواريخ في كوبا.


وفي عام 1975، كانت برقية السفير الفرنسي بتايلاند كافية للتحذير من أن الخمير الحمر الذين احتلوا العاصمة الكمبودية لتوهم بدؤوا ما لا يمكن أن يوصف إلا بأنه "إبادة جماعية".


ويورد السفير شهادة جنرال -وصفه بالدقيق في وصفه- استطاع الهروب بجلده وجاب البلاد بحثا عن مخرج، فرأى بأم عينه ما حل بالعاصمة من ترحيل سكان العاصمة ومذبحة للضباط وإجبار على العمل القسري.


واستغربت الصحيفة في تعليقها على هذه البرقية عدم نشر الحكومة الفرنسية هذه المعلومات آنذاك، خاصة أن العديد من المثقفين والصحفيين ظلوا يضفون على ما حدث بكامبوديا صفة "حرب التحرير من نير الإمبريالية"، ولم يدركوا إلا متأخرين أن ما حصل لم يكن سوى إبادة جماعية مبنية على عقيدة ماوية للثورة الثقافية والكراهية الطبقية؛ نتج عنها مقتل مليون وسبعمئة شخص.


وعلق السفير الفرنسي بواشنطن على أحداث 11 سبتمبر 2001 بقوله "إن كانت هذه حربا فكيف نشنها؟ وكيف ننتصر فيها؟ وكيف ننهيها؟" وعلقت المجلة على ذلك بقولها "بعد 16 عاما لا يزال السؤال مطروحا".


كما علق السفراء على تحولات لاحظوها لدى بعض الشعوب، فها هو السفير الفرنسي بأنقرة أرنولد ووبلر يلاحظ في برقية بعثها في 26 يناير 1971 أن ثمة صحوة إسلامية متنامية في المجتمع التركي.


ويعدد السفير في برقيته الكثير من المعطيات التي تبرر ما ذهب إليه، وكان ذلك قبل عشر سنوات من بدء بعض الجامعات الغربية تحاليل تتحدث عن بداية ظهور قوة إسلامية يحسب لها حساب بتركيا.


ويؤكد السفير في برقيته هشاشة حركة التحديث القسري التي فرضها مصطفى كمال أتاتورك بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.


وتعلق المجلة على ذلك بقولها كثيرا ما انتقدت النخبة التركية العلمانية الأوروبيين لعدم تسريع انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي لإنقاذها من هؤلاء الشياطين (الإسلاميين).


والغريب في الأمر، أنه لم تمض سوى أسابيع على برقية ووبلر حتى وقع انقلاب أطاح برئيس الوزراء التركي سليمان ديمريل الذي اعتبرت سياسته القائمة على "العودة إلى الإسلام" مستفزة بشكل لا يمكن تقبله.


وفي عام 1979 تنبأ كل من سفيري فرنسا بموسكو وكابول بالتدخل الروسي المباشر في أفغانستان لإنقاذ حليفهم في الحكم الذي كان مهددا بمعارضة إسلامية متنامية.


ولم يخف الدبلوماسيون الفرنسيون عدم رضاهم عن الدور الثانوي الذي خصص لهم في اتفاقيات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ كانوا فقط بين ثلاثة آلاف مدعو لحضور توقيع ذلك الاتفاق، وقد مكن ذلك السفير الفرنسي بواشنطن جاك أدرياني من وصف الجو وأخذ ملاحظات دقيقة على كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين خلال إلقاء كل منهما كلمته وقت التوقيع.


يقول أدرياني كان عرفات متهلل الوجه وألقى "خطابا رصينا رائعا". وعلى النقيض من ذلك، بدا رابين هزيلا "يراوح بين رجليه تارة يحرك واحدة وتارة الأخرى، لقد فاضت كلمات هذا الرجل -المعروف بصلابته- بالعاطفة، وإن لم يسعف ذلك ارتجاف صوته وتعابير وجهه".


وتعلق المجلة على ذلك بقولها "نعم لقد كان الزعيم الإسرائيلي يدرك أنه يخسر الكثير من هذا الاعتراف الذي كان بالنسبة لعرفات انتصارا سياسيا في حد ذاته، نعم لقد كانت خسارة رابين كبيرة وكانت نهايته الاغتيال لتجرئه على توقيع مثل تلك الاتفاقيات".


ونشرت هذه البرقيات وغيرها بتفاصيلها وصورها في كتاب من 480 صفحة، يصدر عن اليونوكلاست في الرابع من أكتوبر 2017.