قال موقع أمريكي إخباري أن إدارة الرئيس دونالد ترامي ترسل “إشارات دافئة” إلى قطر. وجاء المقال في موقع “أميريكان سيكيوريتي بروجكت” (مشروع الأمن الأمريكي) بعد زيارة وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الشهر الماضي للدوحة في إطار جولة إقليمية تهدف إلى “تعزيز″ العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر. 

وكان ماتيس قال لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن “العلاقات بشكل عام تتحسن أو تضعف. وأنا ملتزم بجعلها أفضل من جانبنا”. وأعرب ماتيس عن تقديره لمساهمة الدوحة في جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

وجاء في المقال الذي نقله أيضا موقع “هفبوست” البريطاني، أن البيت الأبيض يتعامل مع قطر كشريك قادر على مساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإيفاء بوعوده بتعزيز الوضع الاقتصادي لتحقيق مقولته “سنجعل من جديد أمريكا عظيمة”.

وأشار كاتب المقال جورجيو كافيرو إلى أن قيمة صندوق الثروة السيادية القطري، وهيئة الاستثمار القطرية، تبلغ نحو 335 مليار دولار أمريكي، وهو ما يشكل ثقلا اقتصاديا كبيرا في الاقتصاد العالمي، ومن المرجح أن يكون تأمين المزيد من الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة أولوية للإدارة الأمريكية.

وتتجنب إدارة ترامب التطرق لقضية الإخوان المسلمين الحساسة، وبدلا من ذلك، يعلن البيت الأبيض أولا أن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر يعد أولوية مبكرة للسياسة الخارجية لهذه الإدارة”.

وجاء الوزير ماتيس إلى قطر بهدف نقل دعم الإدارة لتحسين العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك لكل من واشنطن والدوحة. واستفادت زيارة الوزير من زخم عمليات الجيش الأمريكي في السابع من أبريل الماضي. وأشادت الدوحة، مع العديد من حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بالضربات المحدودة والموجهة ضد نظام حاول القطريون الإطاحة به من خلال دعم المعارضة السورية التي تقاتل الأسد. 

وبطبيعة الحال، يبقى أن نرى ما إذا كان البيت الأبيض يتابع هجمات (7|4) مع أي عمل عسكري آخر ضد قوات النظام السوري وبنيته التحتية وإلى أي مدى. وترحب الدوحة بحملة عسكرية أمريكية مكثفة لإسقاط نظام دمشق أو إضعافه بشدة وتحويل ميزان القوى لصالح معارضي الأسد المدعومين من قطر والسعودية.

وقالت تقارير صحفية إن علاقة الدوحة مع الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين لم يتم التطرق لها في محادثات ماتيس مع القيادة القطرية. وبدلا من ذلك، كانت الزيارة الأولى إلى الدوحة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدولتين دون بحث جميع القضايا. 

وطوال السنوات الثماني الماضية، شعر القطريون بخيبة الأمل إزاء إدارة أوباما لعدم رغبتها في اتخاذ إجراءات أكثر حزما في سوريا. لكن هناك الآن تفاؤل حذر في الدوحة وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى من أن ترامب سيعيد مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويستثمر في حلفاء واشنطن الرئيسيين في حين يأخذ على محمل الجد مخاوفهم بشأن إيران ونفوذ روسيا المتزايد في المنطقة.