أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لصحيفتي تايمز البريطانية، وبيلد الألمانية، واعتبر فيها أن بريطانيا "كانت على حق" بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي، ووصف فيها حلف شمال الأطلسي بأنه منظمة "عفا عليها الزمن"، أثارت غضب الدول الأوروبية وحلف الأطلسي.
وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أعلن أن حلف شمال الأطلسي تلقى "بقلق" تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب بأن الحلف "تخطاه الزمن".
وقال جونسون، عقب لقاء مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الاثنين: "سنرى ما سيكون تأثير (التصريحات) على السياسة الأمريكية"، مع تولي ترامب الرئاسة في (20|1).
وشدد شتاينماير على أن هذا الموقف "يتعارض مع ما قاله وزير الدفاع الأمريكي خلال جلسة تثبيته في واشنطن، قبل أيام قليلة فقط".
وأضاف وزير الخارجية الألماني: "إن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب ستؤثر، أو بالأحرى ستحدد، مضمون اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 28، الاثنين، في بروكسل".
وأشار وزير الخارجية الألمانية إلى أن "تصريحات ترامب أثارت الدهشة والاضطراب في بروكسل، وليس فقط في بروكسل على ما أعتقد، بل أنا واثق من ذلك".
أما نائب المستشارة الألمانية، سيغمار غابريال، فاعتبر أن على أوروبا إبداء "الثقة" في مواجهة الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس ترامب إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، قبل أيام قليلة من تنصيبه الرسمي.
وقال غابريال في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية: "أعتقد أن علينا -نحن الأوروبيين- ألا نستسلم لإحباط شديد"، مضيفاً: "لا أقلل من أهمية ما يقوله ترامب، ولا سيما بشأن حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع".
ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، أن "أفضل رد" من الأوروبيين على تصريحات ترامب حول الاتحاد الأوروبي، وخروج بريطانيا من التكتل، يكمن في إظهار "وحدتهم".
وقال أيرولت في بروكسل، لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: "إن أفضل رد على مقابلة الرئيس الأمريكي هو وحدة الأوروبيين".
وأضاف أيرولت: "إن تصريحات ترامب تستوقفنا، لذلك أنتظر بفارغ الصبر أن يتولى وزير الخارجية الأمريكي الذي سيخلف جون كيري، ريكس تيلرسون، مهامه على وجه السرعة، حتى ألتقيه ونناقش معاً كل النقاط الرئيسية".
وذكر أيرولت أن "من بين هذه النقاط مستقبل العلاقات مع روسيا، والأزمة الأوكرانية، ومستقبل الاتفاق النووي الإيراني".
ورأى وزير الخارجية الفرنسي أن إدارة "شؤون العالم" تتطلب "المزيد من التنظيمات"، و"التشاور"، و"التعددية"، و"ليس العودة إلى النزعة الوطنية، وإلى سعي كل طرف لمصالحه الخاصة".