أحدث الأخبار
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد

المعادلة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

كان كتاب «شروط النهضة» للفيلسوف الجزائري مالك بن نبي والذي صدر لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1948 من أكثر الكتب التي يمكن أن نجد فيها خريطة طريق حقيقية لفهم مشكلات عالمنا العربي والإسلامي، فهذا العالم بكل إمكاناته وثرواته وموارده البشرية يتخبط في عدد لا يحصى من المشكلات منذ قرون طويلة لا يكاد يخرج من محنة حتى يدخل محنة أشد وأكبر، ما بين غزاة طامعين وحملات حاقدة واستعمار قاس واحتلالات وصراعات وشركات عابرة للقارات وحروب وفتن طائفية ومذهبية وتنظيمات تحاربنا وتدمر أراضينا نيابة عن الآخرين... الخ.

هذا العالم العربي بكل إمكاناته ظل كما يصفه مالك بن نبي كمريض يعرف أنه مريض لكنه لا يعرف العلاج فيدخل كل مرة إلى صيدلية مختلفة يصف له طبيبها دواء مختلفاً عن الطبيب الذي سبقه، لهذا ظل يدور في الحلقة المفرغة دون أن يتمكن منذ بدأت مرحلة انهياراته الكبرى منذ قرون والتي يحددها بن نبي في اللحظة التي بدأت الفكرة الدينية أو المنظومة الأخلاقية للمجتمع الإسلامي بالانهيار مع بداية مرحلة الصراعات على الملك والاختلاف على أسس لا تمت للعقل والقيم بقدر ما تمت للمصالح الضيقة والمذهبية والشخصية، لم يستطع هذا العالم رغم القرون الطويلة التي ظل يبحث ويجرب كل الوصفات أن يضع إصبعه على مكمن العلة الحقيقية، ولم يتمكن من تعاطي العلاج الصحيح، لأنه لم يعرف المعادلة السليمة، لبناء الحضارة التي يحلم باستعادتها منذ قرون طويلة.


مشكلة عالمنا أن السياسي له طريقة في العلاج، والاقتصادي له وجهة نظر أخرى، والعلماني يقول كلاماً والمتدين يطرح حلاً مناقضاً، لكن الجميع يتفقون على استجلاب منتجات وأفكار وتوجهات ونظريات لا علاقة لها بهذا العالم، بينما يؤكد بن نبي أن الحضارة هي التي تلد منتجاتها وليس العكس، فليس واجباً لكي ننشئ حضارة أن نشتري منتجات حضارات الآخرين فذاك غير مجد أبداً، فحتى ينتج العالم العربي حضارتَه في زمانه هذا كان شرطاً أن يرجع إلى تلك الصيغة التي تصنع كل ناتج حضاري وهي (الحضارة = إنسان + موارد طبيعية + وقت أو زمن يتم خلاله تأسيس وبناء هذه الحضارة).

لكن هذه العناصر الثلاثة لكي تتفاعل – كما يقول بن نبي - في الاتجاه الصحيح لابد من تدخل عامل مهم يؤثر في مزج العناصر الثلاثة، تلك هي منظومة الأخلاق والقيم أو ما يسميها هو (الفكرة الدينية) التي رافقت إنتاج كل الحضارات خلال التاريخ، لذا نستطيع القول اليوم إن مشكلة المشاكل في عالمنا العربي ليس في قلة الموارد وانعدام الثروات والإمكانات والبشر والنفط والعلم و... ولكن في انهيار منظومة القيم والأخلاق، حيث تنتشر العمالة والفساد والظلم والقمع والاستعباد والتكالب على السلطة على حساب الأوطان ومصالح الناس، ويتم التضحية بالجماهير والفقراء بصناعة الفقر والدفع بكل الوسائل، لتغذية أحزمة الفقر والمعدمين والمهمشين والشباب العاطل، ليكونوا أداة بيد التيارات المتطرفة من صناع الحروب والخراب والتطرف الديني.

عالمنا العربي بحاجة لعقلاء ولعقل ولأخلاق، وليس لمفاعلات نووية وأسلحة وحروب وأمراء حروب ومرتزقة ومتطرفين، ليتمكن من تعديل مساره، وإنتاج حضارة تليق به وبإمكاناته وبحقيقته، وهو قادر ومستطيع بشرط أن يعرف كيف يمزج العناصر المتوفرة فيه وكيف يستغل بشره وثرواته وكيف ينتبه لكل هذه المؤامرات الإقليمية والدولية التي تدور لتجريف أرضه من كل عوامل القوة والتمكن.