تحدث الخبير بالشؤن الخليجية سايمون هندرسون عن أوضاع الحكم في الخليج، معتبرا أن ما حصل في قطر من توريث الشيخ حمد  آل ثاني، لولده الشيخ تميم هو المثال الأنسب لتوريث الحكم في منطقة الخليج العربي.

وقال في ورقة بحثية نشرت في موقع معهد واشنطن للدراسات، "أيا كان المدى الحقيقي لتسليم الأجيال في قطر، يمكن لنهج البلاد القائم على الخلافة من خلال التنحي أن يشكل نموذجا لجيرانها"، كاشفا عن أن الوريث الظاهر للشيخ تميم هو أخوه غير الشقيق الأمير عبد الله.

انتقال الحكم في الإمارات

وفيما يخص الإمارات قال هندرسون إنه "عندما توفي الشيخ زايد في عام 2004، تم اختيار ابنه الشيخ خليفة، مشيرا إلى أن الشيخ خليفة يعاني من المرض لسنوات عديدة وأصيب بجلطة دماغية في يناير 2014". 

وأوضح أنه وبينما لا تزال المراسيم تصدر باسمه رسميا، إلا أن قيادة كل من أبو ظبي والدولة بحكم الأمر الواقع قد انتقلت إلى ولي العهد الشيخ محمد بن زايد البالغ من العمر 55 عاما".

وأضاف أنه من "غير الواضح ما الذي سيحدث عندما يصبح الشيخ محمد بن زايد الحاكم الرسمي. فهل سيرغب في نقل السلطة إلى أبنائه"، مشيرا إلى أنه مهما حدث، "فسيستمر استبعاد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، البالغ من العمر 67 عاما الذي هو نظريا نائب رئيس الاتحاد، وأبنائه"، على حد قوله.

ويرى ناشطون إماراتيون، أن هذا الباحث تجاهل حقيقة أن انتقال السلطة في الإمارات يتم على المستوى الاتحادي بالنسبة لرئيس الدولة، والذي يتم بالانتخاب بين أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد السبعة الذين يختارون واحدا منهم، وعادة يكون حاكم إمارة أبوظبي دون أن يوجد نص دستوري يمنع غير ذلك. 

أما المستوى الثاني، فهو آلية انتقال الحكم داخل كل إمارة، وهو أمر يتفاوت بين إمارة وأخرى، غير أنه في نهاية المطاف تخلو الدولة الاتحادية أو الإمارات المحلية من نوزاع ومظاهر الصراع على السلطة حيث يتمتع النظام السياسي القائم في الدولة بالرضا الشعبي واسع النطاق وخاصة على مستوى رئيس الدولة وحكام الإمارات. 

وختم الباحث، بقوله إنه قد تكون دبي الواجهة ولكن أبو ظبي هي مركز السلطة، ولا تحظى الإمارات الخمس الأخرى بهذه الأهمية".

انتقال الحكم في السعودية

وفي السعودية قال هندرسون "أصبح ينظر على نحو متزايد إلى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما كصانع القرار الحاسم في المملكة بدلا من والده الملك سلمان البالغ من العمر 80 عاما أو ولي العهد الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 57 عاما".

واستدرك الباحث "إلا أن تحقيق ذلك في أي وقت قريب من شأنه أن يشكل تحديا بحد ذاته. ويعود أحد أسباب ذلك إلى أن الملوك السعوديين عادة ما يستمرون في الحكم إلى حين وفاتهم".