أعلن رئيس الحكومة العراقية الطائفي، حيدر العبادي، في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، بدء معركة استعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، المعروف إعلامياً باسم "داعش"، وذلك بعد شهور من الإعداد لها.

وقال العبادي، في كلمة متلفزة بثتها قناة العراقية شبه الرسمية، وهو يرتدي البزة العسكرية برفقة عدد من القادة العسكريين، من داخل مقر العمليات المشتركة، إن هدف المعركة هو تحرير المدينة من قبضة، تنظيم "داعش".

وأضاف في كلمته "لقد دقت ساعة التحرير، ونعلن اليوم بدء انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين"، داعياً أهل الموصل إلى التعاون مع القوات العراقية، وخاطبهم قائلا "قادمون لتحريركم"، على حد تعبيره.

وكشفت خطة مسربة أن الحشد الشعبي الإرهابي سوف يشارك في الهجوم على الموصل، واعتبار جميع سكان الموصل نحو مليون عراقي من تنظيم داعش ما ينذر بتكرار كارثة الفلوجة الإنسانية التي اقترفتها مليشيات إيران.

وزعم العبادي أن القوات العراقية من الجيش والشرطة، هي من تقود عملية استعادة الموصل وليس أية جهة أخرى، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي. وقال مخاطباً سكان الموصل "هم (القوات العرقية) منكم وإليكم، وحريصون عليكم"، مشدداً أن "الجيش والشرطة فقط سيدخلان المدينة، وسنثأر لكم"، على حد زعمه.

وأضاف العبادي، أن "القوات العراقية بدأت بقصف مواقع داعش انطلاقاً من قاعدة القيّارة (60 كم جنوب الموصل)"، مشيراً إلى بدء تحرك القوات العراقية"، لافتاً إلى أن هناك مزيد من القوات ستصل (للانضمام للعملية)".

وتابع "كانت هناك محاولات خلال الأيام الماضية لمنع انطلاق عملية تحرير الموصل، لكن تم إفشالها كما تم إفشال محاولة عرقلة تحرير مدينة الفلوجة"، ولم يذكر طبيعة تلك المحاولات أو الجهات التي تقف خلفها.

وتعهد بأن "يكون عام 2016، عام الخلاص من تنظيم داعش، ومن الإرهاب كما وعدناكم"، وفقاً لتعبيره.

وأفادت مصادر عراقية بوقوع قصف عنيف على مدينة الموصل، حيث وردت أنباء عن إصابة مدنيين، كما قصفت قوات البيشمركة مواقع تابع لتنظيم الدولة، في حين أعلنت مليشيا الحشد الشعبي أن "الإسناد الصاروخي استخدم لأول مرة الصواريخ الاهتزازية (مع بدء معركة الموصل)".

ويأتي الإعلان عن معركة استعادة الموصل، الذي تشارك فيه مليشيات الحشد الشعبي، في ظل قلق عبرت عنه الأمم المتحدة بشأن سلامة نحو 1.5 مليون مدني في الموصل، مشيرة إلى أنهم قد يتأثرون من جراء العمليات العسكرية.

وتعد الموصل الواقعة على بعد نحو 500 كيلو متر شمال بغداد، أكبر مدينة ما تزال في قبضة "داعش" في كل من العراق وسوريا. ومنذ مايو الماضي، تدفع الحكومة العراقية بحشود عسكرية قرب الموصل، ضمن خطة لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم "داعش".