صوتت القاهرة لصالح مشروع روسي يستهدف تهدئة في سوريا، بنفس الوقت الذي أيدت فيه مشروعا فرنسيا مناقضا للأول.
وقال عمرو عبد اللطيف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مصر صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي اللذين استهدفا التهدئة بسوريا، لاسيما في حلب، وانتقد ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي "أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان"، على حد تعبيره.
وبرر عبد اللطيف تناقض بلاده بأن مصر كانت تدرك مسبقا "الفشل الذي هو المصير الحتمي للمشروعين (الفرنسي والروسي)"، لكن رغم ذلك، "فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت درعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة"، على حد زعمه.
وأخفق مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، الهادف إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار في سوريا في الحصول على موافقة تسعة أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لإقراره، السبت.
والمشروع الروسي هو في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية. واستبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب وأعاد التركيز على الاتفاق الامريكي الروسي لوقف اطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.
وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو ريكروفت قبيل التصويت إنه سيكون "يوما سيئا لروسيا لكن أكثر سوءا لسكان حلب لأنه مادام المجلس غير متحد فإنه لن تكون هناك نهاية لهذه الحرب."
وحصلت روسيا على دعم الصين وفنزويلا ومصر لمشروع قرارها. وامتنعت أنجولا وأوروجواي عن التصويت بينما صوت الاعضاء التسعة الباقون ضده.
ووصف فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الامم المتحدة ورئيس مجلس الامن للشهر الحالي التصويت المزدوج على المشروعين الروسي والفرنسي اليوم السبت بأنه أحد "أغرب المشاهد في تاريخ مجلس الامن."