فاز السياسي اليساري جيريمي كوربن، السبت، بزعامة حزب العمال البريطاني المعارض، متفوقاً على منافسه الوحيد أوين سميث، لينهي بذلك محاولة انقلاب قام بها مشرعون أكثر اعتدالاً يرون أن أجندته اليسارية لا يمكن أن تحقق نصراً في الانتخابات.
وفاز كوربن (67 عاماً) على سميث (46 عاماً) النائب عن ويلز، والذي لا يتمتع بشعبية كبيرة، وذلك بحصوله على 313209 أصوات وبنسبة 61.8%، مقابل رفض 193229 صوتاً.
ويرى مراقبون في هذا الفوز المتوقع استمراراً للأزمة التي يشهدها حزب العمال منذ عام، مؤكدين أن كوربن سيعزز سلطته على الحزب المنقسم بقوة، ويدعم حملته لدفع حزب العمال إلى اليسار.
ويقول كثير من زملاء كوربن إن سياسته ستسلبهم القوة، وستتيح لـحزب المحافظين الحاكم التحرك بحرية لفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وجاء التصويت بعد إعلان نواب حزب العمال استقالات جماعية من "حكومة الظل" التي يقودها كوربن منذ يونيو الماضي.
وسبق أن صوت نواب الحزب بأغلبية لـحجب الثقة عن كوربن في محاولة منهم لإجباره على الاستقالة، لكنه أصر على الاستمرار في منصبه، مؤكداً أن القاعدة الشعبية هي التي انتخبته ومنحته تفويضاً من أجل إحداث التغيير في برنامج الحزب والمجتمع البريطاني.
وكان كوربن، المولود عام 1949 في تشبنهام، قد انتخب في سبتمبر 2015 زعيماً للحزب، بعدما قضي 32 عاماً في المقاعد الخلفية للحزب.
وما أعلِن فوز كوربين برئاسة حزب العمال حتى هاجمته الصحافة الإسرائيلية بشراسة، ووصفته بأنه "معاد للسامية"، منتقدة عدم اعتباره "حماس" حركة "إرهابية"، وتعهده بفرض حظر على بيع السلاح لإسرائيل إن انتخب رئيساً للوزراء.
وحذرت صحيفة "يسرائيل هيوم" من تمكينه من الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، في حين ذكّرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بدعوة كوربين لإجراء تحقيقات دولية لإدانة إسرائيل على ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة وفي لبنان.
وعرف كوربن برفضه الحرب على العراق ووصفه لها بالعمل "غير الشرعي"، وتضامنه مع فلسطين، ودعوته لإشراك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
كما أكد السياسي اليساري رفضه التعامل القاسي مع المهاجرين قائلاً إنهم أسهموا في تنمية بريطانيا، وأيد استقبال اللاجئين ودعا الحكومة لمساعدتهم اقتداء بالموقف الألماني.
وفي أغسطس الماضي، كشف كوربن أنه يسعى لأن تكون بلاده خالية من السلاح النووي، وأكد، في لقاء مع قناة الجزيرة الإخبارية، ضرورة قيام عملية للسلام في الشرق الأوسط، وانتقد الانتهاكات التي يمارسها النظام المصري ضد معارضيه.