عرضت الحكومة التركية، الأربعاء، مشروع قانون متعلق بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" على مجلس النواب، ويتضمن دفع تل أبيب تعويضات لضحايا سفينة "مافي مرمرة"؛ بهدف المصادقة عليه.
وبحسب الاتفاقية فإن إسرائيل ستقوم بتسديد مبلغ 20 مليون دولار لذوي ضحايا حادثة سفينة "مافي مرمرة"، خلال 25 يوماً من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، عبر تحويل المبلغ دفعة واحدة إلى حساب مصرفي يفتحه الجانب التركي، ويبلغ به إسرائيل من خلال القنوات الدبلوماسية.
وسيتم توزيع التعويضات على أقارب الضحايا، وفق طرق توزيع يتم اعتمادها تحت مسؤولية تركيا، دون أن تكون لإسرائيل أي مسؤولية بهذا الصدد.
كما يعفي مشروع القانون إسرائيل ومواطنيها من كل أشكال المسؤولية حيال طلب أشخاص طبيعيين أو معنويين (اعتباريين) باسم الجمهورية التركية، لمحاكمتها قانونياً في تركيا، بشكل مباشر أو غير مباشر، بخصوص حادثة سفينة مافي مرمرة.
وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد استكمال الطرفين الإجراءات القانونية بخصوص تطبيقها، عبر إبلاغ كل منهما الأخرى خطياً من خلال القنوات الدبلوماسية.
وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، أعلنت تركيا وإسرائيل التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما.
وقال رئيس وزراء تركيا، بن علي يلديريم، إن تل أبيب "نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة مافي مرمرة".
وكانت السفينة التركية واحدة من سفن أسطول الحرية الذي أبحر عام 2010؛ لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقد قتل 9 نشطاء أتراك على متنها، في حين توفي ناشط عاشر لاحقاً، متأثراً بجراحه.
ووفقاً لما أعلنه يلدريم بخصوص اتفاق التطبيع، ستدفع إسرائيل 20 مليون دولار تعويضات لعائلات "مافي مرمرة"، وسيتم الإسراع في عمل اللازم من أجل تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الكهرباء والماء.
وستقوم تركيا في إطار التفاهم بتأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة؛ ومن ضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية في القطاع، وبناء مساكن لأهاليه، وتجهيز مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي تبلغ سعته 200 سرير، وافتتاحه في أسرع وقت.
وفي مارس 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، اعتذاراً باسم إسرائيل بشأن قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقَبِل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.
وأعلن نتنياهو استعداد إسرائيل العمل مع تركيا من أجل رفع القيود عن دخول البضائع لأغراض مدنية إلى قطاع غزة، وتحسين الظروف الإنسانية.
وقال إن الطرفين تطابقت آراؤهما حول توقيع اتفاقية تتعلق بدفع إسرائيل تعويضات لذوي ضحايا هجوم سفينة مافي مرمرة.
وفي وقت لاحق، جرت مفاوضات بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، في حين أصرت أنقرة على تنفيذ تل أبيب شرطيها المتبقيين؛ وهما دفع تعويضات لعوائل ضحايا الاعتداء على سفينة "مافي مرمرة"، ورفع الحصار عن قطاع غزة.