قال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، الاثنين، إن سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بأكملها ليست سوى مسألة وقت.
وأشاد العبدة في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بالتوحد بين فصائل الثورة السورية بعد انضمام جبهة فتح الشام، (جبهة النصرة سابقاً) التي فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة، إلى الفصائل المسلحة الأخرى في المعركة على حلب.
وأضاف: "أعتقد أن هذا ربما يكون أهم تطور في الثورة السورية في سنواتها الخمس والنصف الماضية، وسيمهد الطريق لانتقال سياسي صحيح، وهو الأمر الذي لا يأخذه المجتمع الدولي بجدية كافية".
ورداً على سؤال حول قدرة الفصائل المعارضة على السيطرة الآن على حلب بأكملها، وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل أكبر ضربة لنظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، قال العبدة: "أعتقد أن ذلك مسألة وقت فقط، وسيحدث"، مضيفاً: "نرى بوضوح أن قوات النظام غير قادرة على المقاومة".
ولفت العبدة إلى أن فصائل الثورة السورية انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، ليس فقط ضد قوات النظام السوري، بل كذلك ضد حلفائهم في حلب، من القوات الإيرانية، وعناصر من حزب الله، والمليشيات العراقية".
وتابع: "نحن نبذل كل ما بوسعنا لإخراج هؤلاء الأجانب من أرضنا، حتى يستطيع شعبنا أن يعيش في سلام وهدوء"، مشيداً في نفس الوقت بـ "الوحدة السياسية والعسكرية الجديدة بين الفصائل المقاتلة"، مبيناً أنها "عامل رئيس وراء نجاح الثوار في حلب، ولأول مرة أظهروا مستوى احترافياً من التنسيق والعمل".
وخلال اليومين الماضيين تمكنت فصائل الثورة السورية من كسر الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على شرق مدينة حلب، والذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة المعارضة، في ضربة موجعة لقوات النظام.
وتعتبر مدينة حلب المركز الاقتصادي لسوريا، وإحدى أقدم المدن في العالم، وهي اليوم مقسمة بين قوات الأسد في الأحياء الغربية، وفصائل الثورة السورية في الأحياء الشرقية منذ بدء عملية تحرير المدينة في العام 2012.
يأتي ذلك، فيما تبادل الوفدان الأمريكي والروسي لدى الأمم المتحدة، الاثنين، الاتهامات بشأن المسؤولية عن أزمة المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، شمالي سوريا.وخلال الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، حول المحاصرين في حلب، طالبت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة سامنثا باور، روسيا بـ"التوقف عن حصار المدنيين في حلب، وعدم استخدام معاناة المدنيين كورقة مساومة سياسية، أو تكتيك حرب".
والجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن لا يصدر عنها أي قرارات أو بيانات، وهي جلسة من الممكن أن يشارك فيها ممثلون من خارج المجلس؛ مثل منظمات العمل المدني، وأطباء، وغيرهم، وتعقد بدعوة من إحدى دول المجلس البالغ عددها 15 دولة.
وقالت المندوبة الأمريكية: إن "الهدف من اجتماع اليوم هو تركيز الاهتمام على الأزمة المتفاقمة الناجمة عن الحصار المستمر المفروض من قبل نظام (بشار) الأسد، والاتحاد الروسي، منذ شهور على حلب الشرقية".
واستدركت: "بدلاً من أن يعملا (روسيا والنظام السوري) على نزع فتيل العنف، وخلق مساحة للعملية السياسية، فإنهما يقومان مراراً وتكراراً بمهاجمة جماعات المعارضة، وقطع طريق الكاستيلو، آخر طريق لوصول المساعدات الإنسانية والحركة التجارية من وإلى حلب".
وأردفت قائلة: "ولذلك يتعين على مجلس الأمن أن يبعث رسالة واضحة وموحدة، مفاداها أن الحصار يجب أن ينتهي، وأنه لا يوجد مبرر لقطع وصول المساعدات الأساسية إلى الأبرياء، كما علينا أن نؤكد أن معاناة المدنيين لا ينبغي أبداً استخدامها كورقة مساومة سياسية، أو تكتيك حرب".