اختتم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مساء الجمعة، اجتماع مجلس أمنائه الرابع، الذي عُقد في مدينة قونية التركية، بتأكيد عدة مواقف؛ أهمها إدانته لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الماضي، مؤكداً وقوفه إلى جانب الحكومة الشرعية في تركيا.
واستضافت ولاية قونية وسط تركيا اجتماعاً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، شارك فيه 63 عالماً من 25 بلداً، للفترة ما بين 3-5 أغسطس الجاري.
واستنكر البيان الختامي للاتحاد -الذي تلاه الأمين العام علي القره داغي- المحاولة الانقلابية بالقول: "نعلن وقوفنا إلى جانب الحكومة الشرعية، وإن هذا المحاولة لا تستهدف تركيا وحسب، وإنما تستهدف العالم الإسلامي بأسره".
ولفت البيان إلى أن الاتحاد "كان أول المنظمات العالمية التي أدانت وشجبت، وما زالت تندد بهذه المحاولة الفاشية الفاشلة"، مؤكداً أنها محاولة "لا تصب أبداً في صالح الجمهورية التركية، ولا المنطقة، ولا الأمة الإسلامية ومصالحها، وإنما هي محاولة للتخريب والهدم".
وحيّا "موقف الشعب التركي الرائع والملهم في دفاعه عن حريته، وإرادته، وديمقراطيته التي ارتضاها أسلوباً للحكم واختيار الحاكم في بلادهم".
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى "عدم النكوص عن دعم الممارسات الديمقراطية الحرة، وبخاصة في الدول الإسلامية وتركيا"، مؤكداً أنه "لا يصح دعم الانقلابات العسكرية التي تأتي على حريات الشعوب وأحلامهم وآمالهم وثرواتهم".
واستنكر "الفتن التي تقع في البلدان الإسلامية بأيدٍ أجنبية، أو طائفية، يُقتل فيها المسلمون، وتنتهك أعراضهم، وتدمر أملاكهم، بجرائم ترقى إلى أن تكون إبادة جماعية"، مستشهداً بما يقع في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وميانمار، وأفريقيا الوسطى.
وحث الدول الإسلامية والضمير العالمي الحر على "السعي الجاد لإيقاف هذه المآسي، وحقن الدماء، وتمكين الشعوب من العيش بأمان".
كما استنكر الاتحاد "سياسة الشحن والحشد الطائفي، التي تجاوزت حدود الاختراق الدعائي والاستقطاب المذهبي، لتنتقل إلى تأسيس المليشيات المقاتلة ضد الدول والشعوب والمذاهب المخالفة"، لافتاً إلى الأوضاع في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
على صعيد آخر أكد الاتحاد دعمه الكامل للمرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى، واستنكر "جرائم الاحتلال الصهيوني من اعتداءات متكررة على الأقصى والمصلين، وأهل القدس الشريف، والإعدامات الميدانية للمواطنين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وهدم البيوت، والانتقام من أقارب الشهداء والأسرى والمرابطين".
ورفض سياسة الاستيطان التي تمارسها إسرائيل على أراضي الفلسطينيين.
وفي الشأن السوري أشار البيان إلى أن سوريا "تتعرض لمؤامرات دولية قامت بصنع تنظيم "داعش" الإرهابي، ورعايته، والهيمنة على القرار في البلاد"، مؤكداً أن "نظام الأسد الذي يقتل شعبه يشكل مصدراً للإرهاب الذي لن ينتهي ما دام سببه قائماً".
وناشد فصائل المعارضة السورية توحيد صفوفها، كما دعا الدول التي لا تزال تساند نظام الأسد، "إلى التخلي عن دعمه ومساندته، والوقوف إلى جانب الشعب السوري والمعارضة، والأحرار من أبناء سوريا الراغبين في التحرر الوطني".
وكان رئيس عام الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي شارك في فعاليات "شكرا تركيا" في ابريل الماضي والذي نظمه الطلاب العرب في تركيا على مدار 4 أيام في كل من اسطنبول و أنقرة.