رفض مجلس الأمن الدولي طلباً روسياً بإضافة جماعتين من المعارضة السورية المسلحة إلى قائمة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية واستبعادهما من عملية السلام السورية، بعد اعتراضات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا، حسبما أفاد دبلوماسيون.
وطالبت روسيا بإضافة جماعتي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" إلى قائمة الأمم المتحدة نظراً "لارتباطهما بالقاعدة وتنظيم الدولة"، بحسب موسكو.
وتتطلب إضافة أسماء لقائمة عقوبات الأمم المتحدة قراراً بالإجماع من المجلس الذي يضم 15 دولة، وبعد أن أثارت الدول الأربع اعتراضاتها، جرى رفض الطلب الروسي.
وقال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء: إن "محاولة روسيا علناً تصنيف جماعات تشارك كأطراف في (جهود) وقف العمليات العدائية قد يكون له عواقب مضرة بوقف (القتال)، في الوقت الذي نحاول فيه نزع فتيل الموقف على الأرض"، حسبما نقلت عنه وكالة فرانس برس.
وأضاف: "الآن ليس هو الوقت لتحويل المسار، بل تكثيف جهودنا باتجاه الحد من أعمال العنف".
وجيش الإسلام عضو في هيئة المفاوضات العليا التي تشارك في مفاوضات جنيف للسلام بهدف إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.
ومحمد علوش أحد قياديي جيش الإسلام هو كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية.
وهذه الجماعة هي أبرز جماعة معارضة تنشط في محافظة دمشق، بينما أحرار الشام تُعد واحدة من أقوى الجماعات المعارضة في سوريا.
وكانت روسيا تقدمت بطلبها هذا في (26|4) إلى مجلس الأمن الدولي، وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في بيان أن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج مجموعتي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وأكد تشوركين أنه رفع هذا الطلب "لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالمنظمات الإرهابية، لا سيما منها داعش وتنظيم القاعدة اللذين يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري".
في حين كانت روسيا أقرت ووافقت، مطلع فبراير، على مشاركة كل من جيش الإسلام وأحرار الشام في المفاوضات.
وفي منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبي زعم السفير الإماراتي في موسكو عمر سيف غباش أنه من المصلحة العربية مع موسكو هو مواجهة ما أسماه "الإسلام المتطرف"، ويشمل الإسلام المتطرف حسب أدبيات أبوظبي كل نشاط إسلامي سلمي وسطي ومعتدل بدون أي تفرقة مع جماعات العنف.
وزعم السفير أن الدول العربية "تتفهم" مصالح روسيا في المنطقة العربية وخاصة في سوريا، مشيدا بما أسماه "استهداف روسيا لتنظيم الدولة في سوريا" رغم أن جميع المصادر الدولية والميدانية تؤكد أن العدوان الروسي استهدف المدنيين وفصائل الثورة وليس المنظمات الإرهابية والمتطرفة.
ورغم أن رئيس مجلس الأمن الدولي لشهر مايو الحالي يرأسه سفير نظام السيسي الذي يعلن صراحة تأييده للعدوان الروسي على سوريا.