واصلت قوات نظام الأسد عدوانها الجوي على الأحياء المدنية وقصفت، مستوصفاً في ثاني هجوم خلال ساعات على المؤسسات الطبية في المدينة. في وقت اتفقت واشنطن وموسكو على «هدنة محدودة» تشمل مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق إضافة إلى مناطق اللاذقية، بينما أكد مصدر أمني سوري نظامي، أن الروس رفضوا تجميد القتال في مدينة حلب المنكوبة. وقال الدفاع المدني في حلب إن عدة أشخاص قتلوا في الغارة التي استهدفت المستوصف الطبي الميداني في حي المرجة شرقي مدينة حلب. وذكر شهود أن عدة أشخاص قتلوا وأصيبوا بغارة استهدفت مستوصفاً طبياً في حي المرجة الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة في حلب، بعد يوم من مقتل نحو 50 شخصاً بغارة استهدفت مستشفى القدس.
وقال أحد سكان حي بستان القصر الشعبي «الأرض تهتز تحت أقدامنا» بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام الجمعة(29|4)، مضيفاً أن «الغارات لم تتوقف طوال الليل. لم ننم ولو دقيقة واحدة». وقتل أكثر من 200 مدني في حلب مع تجدد المعارك منذ أكثر من أسبوع بين فصائل المعارضة التي تقصف مناطق سيطرة النظام بالمدفعية والقذائف الصاروخية، بينما تشن قوات النظام غارات جوية على أحياء المعارضة. وأمس، قتلت امرأة وطفل في الغارات على أحياء المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين تحدث التلفزيون السوري عن مقتل 3 أشخاص بقذائف صاروخية أطلقتها فصائل المعارضة على أحياء يسيطر عليها النظام. وذكر مراسل لفرانس برس في مناطق سيطرة المعارضة إن هذه الأحياء تعرضت لعشر غارات على الأقل وأن المسعفين يعملون بلا توقف منتقلين من حي لآخر. وأفاد الدفاع المدني أن عدة أشخاص بينهم ممرض واحد على الأقل، أصيبوا في الغارة على المستوصف الواقع في حي المرجة شرق المدينة. وخلفت الغارة أضراراً جسيمة في المستوصف الذي يضم عيادة للأسنان وأخرى للأمراض المزمنة ويقدم خدمات لسكان الحي منذ 5 سنوات.
وأكد مصدر أمني في دمشق أن اتفاق تجميد القتال في ريف دمشق واللاذقية الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وموسكو الليلة قبل الماضية، جاء «بناء على طلب الأميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في تلك المنطقتين، مبينا أن «الأميركيين طلبوا أن يشمل التجميد حلب أيضاً، لكن الروس رفضوا ذلك». ودان المجتمع الدولي الغارة على مستشفى القدس التي قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنها تبدو «متعمدة».
واعتبرت الأمم المتحدة قصف مستشفى القدس الميداني «غير مبرر»، فيما دعا الأمين العام بان كي مون، إلى محاسبة المسؤولين عن «هذه الجرائم».
ودعت شخصيات وهيئات إسلامية عديدة العرب والمسلمين والمجتمع الدولي لوضع حد للمأساة التي تتعرض لها المدينة وسط عجز دولي وعربي وتلكؤ الدول الإقليمية المعنية في التصدي لهذا القتل الذي دفع وزير خارجية قطر لوصفه بأنه عدوان "يندى له الجبين" في حين قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي "عدوان يندى له جبين العرب والأتراك".