اعتقلت قوات الأمن المصرية، ليلة الخميس – الجمعة، أكثر من 70 شخصا من القاهرة وست محافظات أخرى.
وكان هذا استباقاً، فيما يبدو، لاحتجاجات شعبية في مصر، بعد غد الاثنين، تعبيرا عن رفض الشارع لما يسمى «تنازل» نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير على البحر الأحمر لصالح السعودية. لكن السلطات لم تفصح عن أسباب الاعتقالات.
وطالت حملة الاعتقالات والمداهمات الليلية منازل نشطاء سياسيين، إلى جانب القبض على عدد من المحامين والصحافيين، وعلى أكثر 40 من رواد 3 مقاه في وسط البلد وقصر النيل ومصر الجديدة إلى جانب المحافظات الست.
وقالت «جبهة الدفاع عن متظاهري مصر» الحقوقية، إن قائمة المعتقلين تضم أسماء 72 شخصا بينهم نشطاء أبرزهم الناشط الاشتراكي، هيثم محمدين القيادي في حركة «الاشتراكيون الثوريون» اليسارية.
والجمعة أثارت حملة اعتقالات حفيظة عدد من الشخصيات العامة، فقال المرشح الرئاسي السابق والمحامي اليساري، خالد علي، في تدوينة على صفحته في»فيسبوك»، إن هناك «حملة قمعية مسعورة لاعتقال الشباب من الشوارع والمقاهى والبيوت». وأضاف أن هذه الحملة «لا تعبر عن قوة النظام بقدر ما تعبر عن ارتجافه وفقدانه لاتزانه ورعبه من الحراك الشعبي ضد بيع الجزر».
وأطلق سياسيون ونشطاء مصريون، الجمعة أيضا، حملة جديدة لإسقاط الاتفاقية المصرية – السعودية، باسم «الحملة الشعبية لحماية الأرض» (مصر مش للبيع). ووقعت بيان تأسيس الحملة أحزاب بينها حزب «الدستور»، الذي أسسه محمد البرادعي، وحزب «مصر القوية»، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، ومنظمات شبابية وطلابية بالإضافة للسياسيين وبينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والمرشح الرئاسي السابق خالد علي، وعشرات النشطاء.
وجاء في البيان الذي نشر في صفحة الحزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي» على موقع»فيسبوك» الاجتماعي، بعنوان (نداء إلى الشعب المصري): «الموقعون يشددون على رفض اتفاقية ترسيم الحدود ورفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، ويرفضون تصريحات رئيس الجمهورية التي تؤكد المعنى نفسه. فالتنازل عن الجزر المصرية والمساس بسيادة البلاد وحدودها يعد تفريطا فيما لا يجوز التفريط فيه وتجاوزا لخط أحمر لا يمكن تجاوزه».
ورأى محللون سعوديون مثل خالد الدخيل في مقال له حول احتجاجات المصريين أن هذه الاحتجاجات موجهة ضد الانقلاب الذي فشل في تحقيق أي شيء فكانت موضوع الجزيرتين مسألة عامة يمكن أن تعيد اصطفاف المصريين مجددا، منتقدا في نفس الوقت بعض القوى المصرية في ذلك.
وكان مصدر برئاسة الانقلاب قد قال إن السيسي غير راض عن أحداث جمعة الأرض وأنه يحذر من تكرارها في مظاهرات 25 أبريل التي تصادف ذكرى "تحرير" سيناء.