كشف السفير الروسي في تل أبيب أليكساندر شاين النقاب عن أن موسكو تنقل رسائل من تل أبيب لنظام بشار الأسد بشأن إعادة جثمان الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من دمشق إلى إسرائيل، وذلك عشية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وفي مقابلة متلفزة نشرها صباح الخميس موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال شاين إن روسيا تنقل أيضا رسائل من إسرائيل لكل من إيران وحزب الله بشأن الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي فقد خلال حرب لبنان الأولى عام 1982.
وطمأن شاين الإسرائيليين قائلا: "دائما تحرص القيادة الروسية على أخذ الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية في أي قرار يتعلق بسوريا"، مضيفا أن "التعاون والتنسيق بين موسكو وتل أبيب يتعزز مع الوقت، خصوصا فيما يختص بسوريا"، كما أشار إلى أن اللقاء بين بوتين ونتنياهو غدا هو اللقاء السابع الذي يحدث بينهما.
ويقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس 21 أبريل، بزيارة رسمية إلى موسكو لإجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، حول سوريا وتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأفاد المكتب الإعلامي للكرملين في وقت سابق بأن بوتين ونتنياهو ينويان تبادل الآراء بشأن أبرز قضايا الشرق الأوسط، وكذلك مسائل التعاون الروسي الإسرائيلي.
الجولان
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد عقد اجتماعا لحكومته، الأحد، في منطقة الجولان لأول منذ احتلالها من سوريا بعد حرب 1967 وضمها في عام 1981، في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
وأعلن أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن مرتفعات الجولان في إشارة لفت نظر إلى كل من روسيا والولايات المتحدة، بضرورة استثناء الهضبة الاستراتيجية من أي اتفاق مستقبلي بشأن سوريا.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن نتنياهو قرر عقد جلسة الحكومة في الجولان لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن انسحاب إسرائيل من الجولان "ليس مطروحا على الإطلاق، لا في الحاضر ولا في المستقبل".
وكانت جامعة الدول العربية استنكرت، الاثنين، تصريحات نتنياهو حول هضبة الجولان السوري، معتبرة إياها "استفزازية، تهدف لإفشال الجهود الدولية للسلام".
وقررت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم الخميس، بناء على طلب كويتي؛ لـ"اتخاذ موقف عربي موحد حيال الخطوات الإسرائيلية التصعيدية بشأن الجولان العربي السوري المحتل".
القضية الفلسطينية
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو بعد أيام من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ناقش مع بوتين بموسكو، يوم 18 أبريل، المبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي حول تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تقارب موعدي زيارتي عباس ونتنياهو إلى موسكو صدفة، مرجحا أن تكون زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتبطة أكثر بالأزمة السورية وتنسيق خطوات البلدين لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.
ويرى المالكي أن نتنياهو يسعى إلى الحصول على ضمانات لعدم تحول المرحلة الانتقالية في سوريا إلى تهديد لأمن إسرائيل، مؤكدا أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية هي آخر شيء يفكر فيه نتنياهو.
وبحث نتنياهو خلال آخر زيارة له إلى روسيا في 21 سبتمبر عام 2015، مكافحة تنظيم الدولة. وجرى في إطار زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اجتماع رئيسي الأركان العامة للجيشين الروسي والإسرائيلي، وتم خلاله التوصل إلى اتفاق حول إنشاء آلية لتجنب حوادث محتملة بين القوات الروسية والإسرائيلية في سوريا.
كما التقى بوتين ونتنياهو في 20 نوفمبر الماضي، على هامش أعمال مؤتمر المناخ الدولي في باريس.