قالت صحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم الخميس، كشف ديبلوماسي في مجلس الأمن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أبلغ دولاً عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سورية، من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى»، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك.
وقال إن «التفاهم الأميركي - الروسي واضح في القنوات الديبلوماسية الخلفية، وفي العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وهو يشمل مستقبل الأسد الذي سيرحل في مرحلة معينة إلى دولة ثالثة»، في تعبير يعني خارج سورية. إلا أنه تابع أن «توقيت ذلك وسياقه في العملية السياسية لا يزال غير واضح للجميع حتى الآن».
ونقل الديبلوماسي نفسه عن أجواء مجلس الأمن أن «أعضاء المجلس يؤيدون ويرحبون عموماً بصمود وقف الأعمال القتالية، والأثر الإيجابي الذي انعكس ميدانياً وفي أعمال الإغاثة الإنسانية» على الأرض.
وجاءت معلومات الديبلوماسي في وقت أعلن الأسد، في أول موقف من نوعه منذ فترة طويلة، تصوره للحل السياسي والوجود العسكري الروسي في البلاد عبر وسائل إعلام روسية، إذ أنه أبدى الاستعداد لقبول تشكيل حكومة مشتركة من ممثلي النظام والمعارضة والمستقلين تحت سقف الدستور الحالي كي تعد دستوراً جديداً، بعد أسابيع فقط من إعلانه ان الحل السياسي مرتبط باستعادة قواته كامل الأراضي السورية، الأمر الذي يمكن أن يُفسّر بأنه قبول بـ «نصائح» موسكو التي تردد وقتها أنها استاءت من موقفه. لكن الرئيس السوري رفض في المقابل، تشكيل «هيئة انتقالية» لاعتقاده أن هذا الأمر «غير دستوري وغير منطقي».
وسارعت المعارضة إلى رفض اقتراح الأسد تشكيل حكومة مشتركة. واعتبر عضو «الهيئة التفاوضية العليا» جورج صبرا أن «الحكومة إن كانت جديدة أو قديمة طالما أنها في وجود بشار الأسد ليست جزءاً من العملية السياسية، لذلك ما يتحدث عنه الأسد لا علاقة له بالعملية السياسية».
كذلك أعلنت السعودية و واشنطن عن رفضها لتشكيل الأسد حكومة يكون طرفا فيها. وقال جون ارنست الناطق باسم البيت الأبيض أن مشاركة الأسد في حكومة وحدة وطنية في سورية لا يمكن أن تكون مقبولة من الولايات المتحدة.
ويكشف هذا التفاهم أن السعودية لا تعتزم تكرار خطأ المبادرة الخليجية في اليمن التي سمحت للمخلوع صالح البقاء في البلد ما سمح له بإفساد الدولة والثورة بتحالفه مع الحوثيين وإيران.