قال مستشار وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، إن تمرين "رعد الشمال" نواة تشكيل التحالف الإسلامي، ويهدف لاستدامة واكتساب الخبرات بين الدول المشاركة في التحالف، مشيراً إلى أن "انطلاق التمرين يمكن ربطه بما يحدث في المنطقة".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التصريح على هذا النحو، إذ سبق لعسيري أن قال إن المناورات مدرجة منذ مدة، وهو ما يعني عدم ارتباطها بالأحداث الجارية، غير أن التطورات المتلاحقة يبدو أنها أخذت المناورات إلى منحى سياسي وإستراتيجي.
وأضاف عسيري في مؤتمر صحفي الاثنين أن "التمرين يؤهل القوات المشاركة لكيفية مواجهة الإرهاب، ويركز على حرب العصابات والمجموعات غير القتالية وغير النظامية، كما يهدف لاختبار البنى التحتية العسكرية للدول المشاركة في التمرين"، مؤكداً أن "رعد الشمال يهدف لرفع الجاهزية القتالية للقوات المشاركة، وتبادل الخبرات العسكرية"، كما أشار إلى أن "إيران هي أول من ابتكر آلية العمل من خلال المليشيات".
وتحتضن مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن السعودية، أكبر مناورة عسكرية تشهدها المنطقة بمشاركة 20 دولة إسلامية وعربية، بعدف ايصال رسالة واضحة مفادها أن الرياض وشقيقاتها من الدول المشاركة باتت تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات والمؤامرات التي تحاك لأمن دول المنطقة واستقرارها، في حين تختتم التمرينات التدريبية بحلول 10 مارس الجاري بحفل كبير يحضره الملك سلمان ودعا له أمير قطر.
ومع بدأ التمرينات التي انطلقت في (27|2)، أرسلت الرياض دعوات إلى قادة الدول المشاركة في فعاليات لحضور حفل الاختتام، حيث تلقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رسالة خطية من العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تضمنت دعوته لحضور الحفل الختامي لتمرين "رعد الشمال".
وتعكس رعاية الملك سلمان لهذا الاحتفال، ودعوته عدداً من الزعماء لحضوره، أهمية التدريب في رفع الجاهزية القتالية للجيوش المشاركة ومدى تعاضدها وتكاتفها ووحدة صفها.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن تمرين "رعد الشمال" يُعد الأكبر على المستويين الإقليمي والدولي، يهدف إلى تأكيد وحدة الصف بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية والصديقة في حماية وأمن المنطقة، وتعزيز تعاون الدفاع الإقليمي بين الدول المشاركة؛ لتبادل واكتساب الخبرات في مجالات عديدة، كإدارة العمليات المشتركة والتنسيق والتجانس بين القوات المشاركة.
وتأتي المناورات في ظل هدنة مؤقتة في سوريا بين النظام والمعارضة وسط تأكيد السعودية على التدخل عسكريا لإزاحة الأسد في حال فشل الهدنة أو رفض التنحي.
ويجتمع وزراء خارجية دول التعاون الأربعاء (9|3) في الرياض قبيل يوم واحد من اختتام المناورات للتشاور حول التطورات الإقليمية إضافة لبحث انضمام المغرب والأردن لدول مجلس التعاون الخليجي.