وأضاف مصعب، في رسالة صوتية مدتها 90 ثانية عبر مكالمة هاتفية مع أسرته في أكتوبر 2015، من سجن الوثبة، حيث ينتظر المحاكمة: "لو طلب مني في حينها الاعتراف بأني قادم من المريخ لتدمير الأرض لفعلت، فقط لأنهي الأمر".
وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها استمعت إلى الرسالة الصوتية المسجلة التي تحدث فيها مصعب بالإنجليزية.
و قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:"على جميع الدول التي لها مواطنون يعملون في الإمارات العربية المتحدة أن تعرب عن بالغ قلقها إزاء مزاعم التعذيب. هذا بلد يُتهم فيه جهاز أمن الدولة بشكل متكرر بتعذيب الناس لانتزاع اعترافات".
واعتقل مصعب في أكتوبر 2014، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأبلغ أسرته إنه قضى 3 أشهر بعد القبض عليه في منشأة لأمن الدولة وقدم ادعاءات ذات مصداقية كبيرة بشأن تعرض المعتقلين فيها للتعذيب.
وقالت يارا، شقيقة مصعب، لـ هيومن رايتس ووتش إنه منذ نُقل إلى سجن الوثبة في أوائل فبراير 2015، يستطيع إجراء مكالمات هاتفية مع أسرته كل أسبوع أو أسبوعين. وفي اتصال هاتفي مع عائلته في فبراير2016، قال مصعب إنه نُقل في اليوم السابق لمكتب النائب العام، الذي قدم ما قال إنها أدلة على صلته بجماعة الإخوان المسلمين، وأخبره أن محاكمته ستبدأ في أسبوع 20 فبراير. واكد مصعب لأسرته أنه لم يتحدث إلى أي محام منذ القبض عليه.
و عاش مصعب في الإمارات 20 عاما قبل اعتقاله، وعمل في شركة لتطوير تطبيقات الهواتف الخلوية. قال مصعب في الرسالة المسجلة إنه لم يسبق له أن انضم لحزب سياسي ولم يهتم يوما بالشأن السياسي، وأرجع اعتقاله إلى عمل والده أحمد عبد العزيز مع الإخوان المسلمين في مصر. أشار إلى أن يعاني من "ضرر دائم" في أذنيه جراء ما تعرض له من تعذيب لم يتناوله بالتفصيل.
في يناير 2015، نشر أحمد عبد العزيز فيديو على يوتيب طالب فيه السلطات بإطلاق سراح ابنه، قائلا، إنه "اختطفته أجهزة الأمن في دولة الإمارات"، فقط لأنه ابن مستشار الرئيس محمد مرسي.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على أبوظبي إجراء تحقيقات جنائية مستقلة وآنية في ادعاءات مصعب وكل المزاعم الأخرى ذات المصداقية عن التعذيب في مقرات أمن الدولة، تقود إلى تحديد المسؤولين عنه ومحاكمتهم. وطالبت المنظمة بخضوع مصعب لفحص جنائي تجريه جهة مستقلة، واستبعاد أي أدلة انتزعت تحت التعذيب من محاكمته.
قال ستورك: "استماعنا إلى مصعب عبد العزيز يتحدث عن الألم الذي قاساه على أيدى سجانيه يفاقم كثيرا من قلقنا بأن جهاز أمن الدولة في الإمارات يستخدم التعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة".
ولا تزال تتواتر التأكيدات الحقوقية الأممية والدولية حول انتشار التعذيب في سجون أمن الدولة السرية ولا يزال المقرر الأممي خوان مانديز طالب منذ أكتوبر الماضي لزيارة السجون الإماراتية للاطلاع على التعذيب الوحشي الممارس فيها لكن أبوظبي ترفض السماح بذلك.