رغم ما يتواصل من لغط حول طبيعة الدور الإماراتي في جزيرة سقطرى واتهامات لأبوظبي بأنها استأجرت الجزيرة لمدة 99 عاما لأسباب أمنية واستثمارية، وتجاهل الدولة لهذه الاتهامات المتواترة والمتزايدة، فقد أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي، المسؤولة عن برنامج سلمى الإغاثي العالمي، عن مساندة سكان جزيرة سقطرى في جمهورية اليمن، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك عبر توفير أكثر من 70,200 وجبة غذائية حلال إغاثية، لنجدة آلاف المتضررين من إعصار «ميغ» المداري الذي ضرب الجزيرة في نهاية العام الماضي، وأدى إلى أضرار كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية بجانب تشريد أعداد كبيرة من سكان الأرخبيل المكون من أربع جزر على المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الإفريقي، بالقرب من خليج عدن.
ويستدل المشككون بحقيقة الدوافع الإماراتية في الجزيرة، بقولهم أن 3 شهور مرت على الإعصار الذي ضربها، متسائلين عما أسموه "الاهتمام المفاجئ" في الجزيرة من جانب أبوظبي.
وقالت مؤسسة الأوقاف بدبي، تأتي هذه المساهمة الإنسانية المشتركة في إطار المرحلة الأولى من برنامج سلمى، والهادفة إلى توزيع مليون وجبة غذائية على مختلف المناطق الأكثر تضرراً من الكوارث والنزاعات على مستوى العالم.
وقال طيب عبدالرحمن الريّس، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف، وشؤون القصّر بدبي: «إن برنامج سلمى الإغاثي العالمي يستهدف دعم كل محتاج ومتضرر من أزمة أو كارثة أو نزاع في أرجاء العالم كافة، وعندما يكون المتضررون من الأشقاء العرب فإن البرنامج يتحرك فوراً للقيام بواجبه الإنساني، وسقطرى جزء من جمهورية اليمن الشقيقة التي توليها قيادتنا الرشيدة وشعبنا الإماراتي اهتماماً خاصاً، والتي نقدم لها الغالي والنفيس، كامتداد لصلة القربى والدم والعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين».
وكانت الإمارات كما فعلت بعدن أيضا، أرسلت باحثيين إحصائيين للجزيرة للقيام بدراسات مسحية بشرية وطبيعية بذريعة التعرف على الأوضاع الاجتماعية والمساعدات المطلوبة وهو نفس المبرر الذي قدمته عند تنفيذ مسحا مثيلا في عدن وقالت إنها ستوفر الغذاء والمساعدات لمليون يمني يعيشيون في المنطقة وهو نفس عدد سكان الشعب الإماراتي، يضاف إليهم الآن عشرات الآلاف من سكان الجزيرة فيما تتزايد التساؤلات عن طبيعة هذه المساعدات، خاصة أن هناك مناطق أخرى في الدول العربية تواجه ظروفا قاسية ولكنها لا تجد ذات الاهتمام والالتزام من جانب الدولة.