وتصف الكاتبة حال المدينة، منذ الآن ولسنوات سيرى المسافرون عظمة وغرابة المشهد المستقبلي على حواف أبوظبي، حيث المكاتب المتنقلة، والشوارع المهجورة، ومساحات شاسعة من الأراضي غير المطورة و- الأهم من ذلك كله - التخلي عن حلم قيام مدينة خالية من الكربون.
مدينة مصدر، عندما ولدت لأول مرة منذ عقد من الزمن، كان الهدف منها إحداث ثورة في التفكير في المدن وطريقة بنائها.
"مصدر" أول مدينة مستدامة في العالم، لتنويع الاقتصاد الإماراتي بعيدا عن الوقود الأحفوري، ولكنها قد تتحول إلى مدينة أشباح.
وتتابع الكاتبة، مدينة مصدر هي قريبة من التوصل إلى هدف "صفر" من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري الآن. ومع ذلك، تعترف السلطات أنها لن تصل إلى هذا الهدف حتى لو تطور مشروع المدينة وتم تشييدها بالكامل.
وقال "كريس وان" مدير مشروع "مصدر"،"اعتبارا من اليوم، إنها ليست نقية إلى الصفر وإنما حوالي 50٪".
عندما بدأت مدينة مصدر، في عام 2006، كان يوصف المشروع بأنه نموذج للاستخدام البيئي الحضري، ومركزا عالميا لصناعة التكنولوجيا النظيفة، مع 50،000 من السكان و 40،000 مستخدما لوسائل النقل.
تم تصميم المدينة لتكون خالية من السيارات، باستخدام السيارات الكهربائية ويتنقل الركاب بين المباني مع التقنيات الذكية لمقاومة حرارة الصحراء الحارقة، والحفاظ على تكاليف التبريد.
تعهدت شركة مبادلة للتنمية، شركة الاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي، بالدعم المالي للمشروع والذي يقدر ب22 مليار دولار.
على أية حال، خلال عشر سنوات تم فقط بناء جزء صغير من المدينة - أقل من 5٪، بمساحة 6 كيلومترات مربعة، كما كشف "وان" عن ذلك، ما جعل تاريخ استكمال المشروع يتأجل إلى عام 2030.
في قلب مدينة مصدر، كما هو منصوص عليه سيكون مقر شركة "سيمينز" في الشرق الأوسط. كما سيتواجد نحو 300 شركة أخرى مثل جنرال إلكتريك وشركة لوكهيد مارتن لديها أيضا وجود رسمي.
واختارت "إيرينا" مدينة مصدر مقرا لها أيضا، بعد أن وعدت مصدر بتقديم مبنى مستدام.
وفقا لمعايير دولة الإمارات، فإن كلا من شركة سيمنز وإيرينا هم حالة فنية من حيث الاستخدام الأمثل للطاقة، ضمن معايير محلية ولكنها ليست قريبة من المعايير العالمية للمباني الخضراء.