حذرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية من "كارثة في سوريا لا يمكن السيطرة عليها"؛ في حال فشل لقاء الخميس، بخصوص سوريا، الذي سيعقد في ميونيخ بين عدة دول، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا تعقد كثيراً خلال هذا الأسبوع، ما ينبئ بأزمة دبلوماسية وإنسانية.
ولفتت الصحيفة إلى قول وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الثلاثاء، إن بلاده "ليست مسؤولة عمّا يحدث في سوريا"، معتبراً أن هناك لحظة مهمة يجب أن يدركها الجميع.
لقاء غد الخميس، وفقاً للصحيفة "ربما يكون لقاء الفرصة الأخيرة فيما يتعلق بسوريا، بعد ثلاثة أشهر من الجهود الدبلوماسية التي لم تثمر شيئاً، حيث ستلتقي الدول القريبة من الصراع السوري، ممثلة بروسيا وإيران نيابة عن حكومة بشار الأسد، والولايات المتحدة وشركاؤها ممثلين عن المعارضة السورية، في محاولة لإيجاد حل للصراع بسوريا والتركيز على الجهود الدولية لمحاربة تنظيم "الدولة"".
وتضيف الصحيفة: "الهجوم الروسي على حلب سمح للمليشيات الشيعية المدربة في العراق وإيران وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى قوات الأسد بالتقدم لمسافة 20 ميلاً نحو الحدود التركية، وهي نفس المنطقة التي سبق لأمريكا وتركيا أن خططتا لتكون منطقة آمنة تسيطر عليها المعارضة، ولتكون منطلقاً لها لمقاتلة تنظيم "الدولة" شرقاً".
وتابعت أن "السفير الألماني في أمريكا، بيتر فيتبغ، وصف الوضع بأنه يشكل تهديداً وجودياً لأوروبا، معتبراً أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت بطيئة في التعامل مع الوضع السوري وإدراك خطورته".
ولفتت إلى أن "موسكو على ما يبدو معنية جداً بتعديل موازين القوى على الأرض لمصلحة بشار الأسد، قبل الدخول في محادثات جنيف مع المعارضة التي كانت وإلى قبل أشهر قليلة صاحبة اليد الطولى في معركتها ضد النظام".
ونبهت من أن "المعارضة السورية تخشى حصول خيانة لهم من قبل الدول التي كانوا يعتقدون أنها حليفة، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهم يعلمون أنه ودون مزيد من الأسلحة والذخيرة فلن يكون هناك إمكانية للصمود بوجه الضربات الجوية الروسية".
مزاعم كيري ورد فابيوس
ومن جهته قال كيري اليوم إن مرحلة حاسمة دخلتها الأوضاع في سوريا فإما يتم الوصول إلى وقف لإطلاق نار أو الاتجاه لخطة "ب" وهي الحل العسكري، فيما رد وزير الخارجية الفرنسية فابيوس الذي غادر الحكومة الفرنسية مستقيلا ظهر اليوم، إن واشنطن غير جادة في سوريا وأن ما تقوله الخارجية الأمريكية لا يعكس حقيقة موقف إوباما.
وفي ذات الاتجاه كتب محلل إسرائيلي في صحيفة "هارتس" الإسرائيلية قائلا إن واشنطن ترى في دخول روسيا الحرب في سوريا تطورا جيدا كون روسيا يمكن ان تحقق الهدوء في هذا البلد حتى يمكن هزيمة "داعش".