دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، الدول العربية إلى تبني رؤية واضحة المعالم والأهداف لتحقيق المستقبل المنشود، وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن العربي، موضحا أنه إذاكانت الدول العربية ترغب في تجاوز هذه المرحلة المهمة فعليها الاتفاق على اختيار الطريق الذي تريد أن تسلكه، وأن تحدد العناصر التي سوف تساعدفي تحقيق الأهداف.
جاء ذلك لدى مشاركة الأمين العام في ندوة حوارية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات التي انعقدت الاثنين(8|2) في دبي .
وشارك في الندوة الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وأدارها الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد. ودعا الأمين العام الدول العربية إلى التركيز على خمسة محاور، المحور الأول هو استعادة التماسك والتضامن العربي وتوحيد المواقف، على أن يتم تبني رؤية مستقبلية تتلخص في (توفير البيئة الآمنة المستقرة المزدهرة والمستدامة لكل الدول العربية ومواطنيها).
أما المحور الثاني فهو القضاء على الإرهاب ومحاربة التنظيمات الإرهابية وفكرها الضال، وقطع مصادر تمويلها وفضح كافة أنشطتها وممارساتها الشنيعة، وحماية مجتمعاتنا وأبنائنا خاصة، من خلال تبني نهج دولي منظم وشامل، عسكريا واستخباراتيا وشرطيا ومجتمعيا، ودينيا وتعليميا وإعلاميا، والعمل على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، وازالة خطاب الكراهية والطائفية والتعصب والتطرف.
وتحدث الزياني عن المحور الثالث وهو المساعدات الانسانية، داعيا إلى استنهاض همم الدول العربية، حكومات وشعوباً، للمسارعة في تقديم العون والدعم الانساني والمساعدات الإغاثية لملايين اللاجئين والنازحين والمهجرين من الأشقاء العرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين، داعياً إلى جهد عربي تضامني لتنظيم عمل انساني إغاثي مؤسسي شامل.
أما المحور الرابع فهو يتعلق بفرض القانون الدولي واحترام مبادئ العلاقات الدولية، ودعوة مجلس الأمن للقيام بواجبه في فرض القانون الدولي واجبار الجميع على احترام المواثيق الدولية والقرارات الصادرة منه تجاه أزمات ومشكلات المنطقة.
وشدد الأمين العام على ضرورة أن يفرض المجتمع الدولي على جميع الدول احترام المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية وهي: عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم التلويح باستخدام القوة لحل النزاعات، وحل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، واحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية، وجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وتحدث عن المحور الخامس وهو الاستعداد للتحضير للمرحلة التي ستعقب تحقيق السلم في كل الدول العربية التي تشهد صراعاُ وحرباً دامية، مؤكدا أنه سوف يكون أمام الدول العربية مرحلة لإعادة الإعمار في الدول المتضررة وفي كافة الميادين السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وكانت القمة قد افتتحت بكلمة رئيسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه فيها انتقادات لحكومات الشرق الأوسط، مؤكدا أن دول المنطقة شهدت صعوبات عندما تنكرت هذه الحكومات وتجاهلت حقوق شعوبها في الحرية والتمكين.