كررت 23 دولة من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في بيان لها في أعقاب اجتماع لها في العاصمة الإيطالية روما عزمها على دحر التنظيم، معربة عن القلق من تنامي نفوذه في ليبيا، لكن التحالف استبعد القيام بأي تدخل عسكري في ليبيا، حيث لا تزال الجهود منصبة لتشكيل حكومة وفاق وطني.
وأضاف البيان الذي عبر عن هذه الدول والتي شملت 8 دول عربية من بينها دولة الإمارات وقطر، «سنكثف ونسرع حملتنا ضد داعش، ونكرر التزامنا دحر هذا التنظيم الوحشي بشكل كامل».
وتابع البيان، إن «تزايد نفوذ» التنظيم في ليبيا يشكل تطوراً مثيراً للقلق قائلاً: «نتابع بقلق تزايد نفوذ تنظيم داعش في ليبيا». وتعهد مواصلة رصد التطورات هناك عن كثب، والاستعداد لدعم حكومة وحدة وطنية وليدة في جهودها لإحلال السلام والأمن للشعب الليبي.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد قال خلال افتتاح الاجتماع «نحن بالتأكيد لسنا هنا للتبجح» بما تحقق. وأضاف كيري أن على التحالف أن «يمضي قدماً في استراتيجيته التي نعلم أنها ستنجح، والقيام بذلك بعزم لمنع داعش من تنظيم صفوفه أو الفرار أو الاختباء». وأضاف كيري، إنه يجب تعزيز الجهود حالياً. وذكر مثالاً على ذلك قيام الولايات المتحدة بنشر عدد محدود من القوات الخاصة داخل سوريا.
من جهته، قال نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني «نعلم أن أمامنا تنظيماً يتمتع بصلابة شديدة، وقادر على وضع خطة استراتيجية، وعلينا بالتالي ألا نقلل من خطورته».
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فقد أكد أن لا نية لفرنسا بالتدخل عسكرياً ضد تنظيم داعش في ليبيا. وقال: «من غير الوارد إطلاقاً أن نتدخل عسكرياً في ليبيا».
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هامون، إن بلاده لا تعتزم نشر قوات قتالية في ليبيا، لكنها ستسعى إلى تقديم الدعم الاستراتيجي، وفي مجال المخابرات إلى حكومتها الجديدة. وأضاف «لا نعتقد أن نشر قوات قتالية على الأرض يعد مساهمة مفيدة. ثمة الكثير من المسلحين في ليبيا. ما يحتاجون إليه هو التنظيم والقيادة والسيطرة ومعلومات مخابرات يتم جمعها جواً، والتنظيم الاستراتيجي».
وأشار كيري إنه سيكون هناك اجتماع لوزراء الدفاع في بروكسل الأسبوع المقبل لمناقشة نشر محتمل لقوات أجنبية إضافية على الأرض في ليبيا. ولم يحدد الدول التي سيتم اختيار الجنود منها.
وكان وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش قد أكد في نوفمبر الماضي أن أبوظبي مستعدة لنشر قوات برية في أي دولة يتم فيها محاربة الإرهاب غير مكترث للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الدولة والتي دفعت الحكومة للإعلان عن اقتصاد "ما بعد النفط" نظرا لانهيار هذه العائدات، وغير مبال بمصير قواتنا المسلحة التي يجب إن كان لا من قتال إلى تحرير جزرنا المحتلة من الإرهاب القريب وهو الإرهاب الإيراني، كما ترى قطاعات واسعة من الإماراتيين.
ورغم النفي الفرنسي بعدم وجود خطط للتدخل في ليبيا إلا أن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أكدت أن باريس تضع خططا عملية للتدخل في ليبيا بزعامة فرنسا أو إيطاليا، وهو الأمر الذي يضع جميع هذه المؤتمرات وما يخرج عنها من بيانات وتصريحات علنية موضع شك.