تساءلت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية عن مدى إمكانية تحقق حلم روسيا في القرن الحادي والعشرين، في أن تكون قوة عظمى في مجال الطاقة، في ظل تهاوي أسعار النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "على مدى العقد الماضي، حققت روسيا في ظل ارتفاع أسعار الطاقة من مبيعات النفط والغاز الطبيعي نهراً ذهبياً من الضرائب والأرباح والإيرادات، التي يمكن استخدامها لإعادة تأهيل شبكة أمان الرعاية الاجتماعية، والحفاظ على الطبقة الوسطى الروسية من المهنيين العاملين في الدولة".
إلا أن انخفاض أسعار الطاقة والمنافسة الأمريكية في النفط الصخري والغاز، الذي كان يوصف قبل عامين كبديل لأوروبا، التي لا تزال تعتمد على مصادر روسية، إضافة إلى دخول إيران مجدداً إلى سوق النفط بعد رفع العقوبات عنها، وتباطؤ اقتصادات دول أخرى مثل الهند والصين، كل ذلك سيولد مزيداً من الضغط على روسيا لمحاولة الإبقاء على حصتها في السوق، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: "بالطبع هناك حاجة إلى زيادة الإنتاج للحفاظ على الإيرادات المتدفقة، ومهما حاول الكرملين إذكاء الروح الوطنية لدى الروس والتشجيع على التقشف، فإن الأمر قد يؤدي إلى فوضى واضطرابات واسعة النطاق، في حال استمرت الحكومة بالعجز عن دفع رواتب الموظفين وخدمات الرعاية الاجتماعية لفترة طويلة".
ولفتت الصحيفة إلى أن "العقوبات الغربية على موسكو سيكون لها تأثيراً من خلال منع وصول روسيا إلى التكنولوجيا اللازمة، والتمويل طويل الأجل، مما قد يدفع الشركات الحكومية، مثل روسنفت، إلى التحول إلى الدفع المسبق عن النفط كوسيلة لجمع الأموال".
ومن الواضح أن الليبراليين الاقتصاديين الذين شكلوا دائماً جزءاً من الهيكل السياسي للكرملين، بحسب الصحيفة، "يأملون، هذه المرة، أن تقنع أزمة أسعار الطاقة بوتين بتبني الإصلاح الهيكلي الهادف للاقتصاد الروسي، خاصة أن الاقتصاد الروسي ليس اقتصاداً كلاسيكياً يعتمد على مصدر واحد، بوصفها منتجاً رئيسياً للذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وهذا الأمر قد يسمح للكرملين في تجديد خزينة الدولة، حتى إن استمرت قيمة الروبل في الانخفاض".
وأوضحت ناشينال إنتيريست: "ورغم أن العودة الوشيكة للإنتاج الإيراني قد تخلق مشاكل لقطاع الطاقة الروسي، فإن استعادة مصادر دخل جديدة لطهران ستفتح آفاقاً جديدة لقطاع الدفاع الروسي".
وانتهت إلى أنه "ما دامت الحروب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية في جميع أنحاء الشرق الأوسط مستمرة، فإن إيران بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية التقليدية، فضلاً عن قدرتها على توفير ودعم حلفائها في المنطقة، كما قد تتحول أنظمة أخرى أيضاً إلى موسكو لتوريد التكنولوجيا العسكرية، ما دامت المنطقة غير مستقرة".
وقد اعبتر محللون أن استمرار الضغوط الاقتصادية على روسيا قد يدفعها إلى توطيد علاقاتها مع السعودية وبما يتطلب ذلك من أثمان سياسية يتوجب على روسيا دفعها.