أكدت مصادر روسية أمنية في موسكو أن مدير الاستخبارات الحربية الروسية، الجنرال إيغور سرغون، وبتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ بشار الأسد بأن عليه التنحي، لكن جواب الرئيس السوري كان غاضباً، ورفض العرض الذي فاجأه به سرغون، بحسب اثنين من المسؤولين الاستخباراتيين الكبار في موسكو.
وقالت المصادر إن الاقتراح الذي قدمه سرغون، تضمن انتقالاً منظماً للسلطة «يحافظ على النظام العلوي، إلا أنه يفتح الباب لمفاوضات واقعية مع الثوار المعتدلين، بحسب تقرير نقله موقع العربية عن صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
من جهتها، رفضت الخارجية الروسية التعليق على المعلومات الواردة من المسؤولين الروسيين، إلا أن الكرملين نفى كلياً ما نشرته صحيفة «فايننشال تايم».
وفي خبر لها الجمعة(22|1)، أفادت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أن بوتين كلّف رئيس الاستخبارات العسكري الروسي إيغور سيرغون عام 2014، الذي توفي مطلع الشهر الجاري، بمهمة «لمعرفة ما إذا كان للأسد نية التنحي أم لا».
وأسندت الصحيفة خبرها إلى مسؤولين اثنين رفيعين من المخابرات الغربية، رفضا الكشف عن اسميهما، حيث نقلت عنهما أن «رئيس جهاز الاستخبارات العسكري الروسي، إيغور سيرغون، اُرسل إلى دمشق في مهمة حساسة، وكان الجنرال يحمل رسالة مزعجة من بوتين إلى الأسد، وكان الكرملين الذي يعد أقوى حامٍ دولي للدكتاتور السوري، يعتقد أن الوقت قد حان لتنحي الأسد، إلا أن الأسد رفض الفكرة بغضب».
وأضاف المسؤولان أن «روسيا أجرت تقييما خاطئا للوضع، وذهبت إلى الأمام كثيرا، وأن الأسد أوضح لسيرغون أنه لن يكون هناك مستقبل لروسيا في سوريا من دون أن يبقى هو في السلطة»، بحسب الصحيفة.
ولفتت فاينانشال تايمز «أنها أجرت اتصالا مع المسؤولين الروس في موسكو لأخذ تصريحات حول الموضوع، إلا أنها لم تحصل على أي توضيح بهذا الصدد».
جدير بالذكر أن رئيس جهاز الاستخبارات الروسي إيغور سيرغون ( 58 عاما)، توفي بشكل مفاجئ، مطلع الشهر الجاري، دون توضيح سبب وفاته، وكان اسمه مدرج في «القائمة السوداء» للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم لروسيا.
من جهتها قــــالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن الكرملين نفى طلب بوتين من الأسد التنحي العام الماضي. ونقلت تاس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله «لا..لم يحدث.»
وينظر ناشطون باستخفاف لهذه الأنباء التي تسرد "تاريخا" بعد أن تورطت روسيا في العدوان على سوريا ما ينسف جميع هذه الأنباء والمواقف عمليا، كون هذا التدخل جاء لمنع سقوط نظام الأسد.
فقد دعمت دول عربية وخليجية العدوان الروسي لمنع تحقيق الملك سلمان وتركيا وقطر أي إنجاز في سوريا، بعد أن أقنعت بوتين بضرورة التدخل وأنها سوف تشق الموقف العربي اتجاه هذا العدوان حتى لا يكون التدخل الروسي موضع إدانة، علما أن روسيا لم تكن لتقطع كل هذا الشوط بدون هذه الأطراف العربية والخليجية، حسب ما يراه محللون.