قتل شرطي تونسي أثناء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالشغل، الأربعاء، بمدينة القصرين تزامناً مع اندلاع مظاهرات في العاصمة وبلدات أخرى بالبلاد.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن شرطياً واحداً على الأقل قتل في فريانة بعدما هاجمه محتجون.
و تمددت الأربعاء (20|1) التحركات الاحتجاجية في ولاية القصرين (وسط غربي) إلى العاصمة ومدن تونسية أخرى، بينها مدن تالة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص. وأقدمت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل على إشعال الإطارات المطاطية وأغلقوا الطريق الرئيسة وسط المدينة، كما تعطلت الدروس في المعاهد الثانوية في منطقتي الزهور وتالة بعد خروج التلاميذ في تحركات احتجاجية.
وفي العاصمة، تجمع مئات الشبان في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي أمام مقر وزارة الداخلية رافعين شعارات «يا حكومة عار عار القصرين تشعل نار» و«التشغيل واجب موش مزية» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، بينما كانت قوات مكافحة الشغب تراقب المحتجين دون أي صدام معهم.
وأعادت الوفاة والاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت عندما أقدم "بوعزيزي" على إحراق نفسه، مما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي على الفرار وفجرت احتجاجات في أنحاء العالم العربي.
وأطلقت الشرطة سحباً من الغاز المسيل للدموع بعدما حاول محتجون اقتحام قسم للشرطة في القصرين.
وسعياً لتهدئة الاحتجاجات، أعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي، يوم الأربعاء، أنها ستشغل أكثر من ستة آلاف عاطل من القصرين، وستبدأ في مشروعات إنشائية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الحكومة خالد شوكات: "الحكومة ليس لها عصا سحرية لتغير الأوضاع في القصرين، ولكن ستبدأ فعلاً هذا العام عدة مشاريع هناك سعياً لامتصاص معدلات البطالة المرتفعة".
وبدأ المراقبون طرح تساؤلات حول الموجة الجديدة في تونس إن كانت ستكون موجة ثورية ثانية أم هبة عابرة، وما مدى تأثيرها على إضفاء الزخم للثورة المصرية التي تستعد لإحياء 25 يناير الاثنين القادم، وهل ستنتقل هذه الموجة مجددا للشارع العربي والخليجي وهل هي قادرة على وقف الثورة المضادة؟