تستعد تركيا لتأسيس قاعدة عسكرية لها بالصومال، في خليج عدن الاستراتيجي، وذلك لتدريب نحو 10 آلاف و500 جندي صومالي.
وتقدم تركيا دعماً للصومال منذ عدة أعوام، وتسعى من خلال تأسيس قاعدة عسكرية للتدريب، تعزيز التعاون المشترك مع الصومال على الصعيد العسكري أيضاً، حسب تقرير نشرته الجزيرة ترك.
وقال التقرير، من المتوقع انطلاق فعاليات القاعدة العسكرية التركية في الصومال، نهاية الصيف المقبل، لافتاً إلى أنه سيتم تدريب الجنود الصوماليين على شكل دفعات، تحوي الدفعة الواحدة منها 500 جندي تقريباً.
وأشار التقرير إلى أن نحو 200 جندي تركي سيتولون مهام في القاعدة العسكرية المذكورة، لتأمين حماية القاعدة وإجراء نشاطات تدريبية للجنود الصوماليين، مشيراً إلى أن مشروع القرار المتعلق بتأسيس القاعدة، تمت المصادقة عليه من قبل لجنة الدفاع في البرلمان التركي.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية، أن من أسباب المبادرة التركية في تأسيس القاعدة العسكرية في الصومال، الانفتاح في مجال الصناعات الدفاعية على خارج البلاد، مشيرة إلى أن تركيا "تبحث عن أسواق جديدة لبيع الأسلحة التي تقوم بإنتاجها في البلاد".
وأضافت المصادر، في تصريحات لها للجزيرة ترك، أن "تركيا تبدأ أعمالها في هذا الإطار من خلال تعزيز وجودها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويأتي اختيارها لقطر والصومال للأهمية الجيوسياسية لهاتين الدولتين، إلى جانب أسباب أخرى".
وكانت إذاعة "شابيل" الصومالية، قالت في تقرير لها بهذا الشأن، نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية، إن تركيا شرعت ببناء قاعده عسكرية للتدريب في الصومال ضمن جهودها لإعادة بناء الجيش الوطني في الصومال.
ويتوقع محللون أن يصطدم هذا القرار بمصالح أبوظبي في الصومال خاصة أن لها استثمارات أمنية وعسكرية كبيرة في الصومال ومن المتوقع أن تكون هذه الساحة إحدى ساحات التنافس على الأقل بين الإمارات وتركيا.
فأبوظبي تقيم علاقات وثيقة مع الحكومة الصومالية وتقدم مساعدات أمنية وعسكرية كبيرة للغاية وتدفع رواتب أجهزة الأمن والجيش الصومالي. وتركيا لها نشاطات لا تقل أهمية عن ذلك في هذا البلد الإفريقي، وكان الرئيس التركي أردوغان قد زار العاصمة مقديشو في أغسطس 2011 وهو أرفع مسؤول دولي يزور الصومال من خارج إفريقيا.
كما أن وجود القاعدة العسكرية التركية سوف يثير نظام السيسي الذي يتوقع مراقبون أن يضغط على حكومة الصومال لرفض إقامة هذه القاعدة على غرار الضغط على حكومة بغداد للتراجع عن وجود عسكري تركي في الموصل واندلاع أزمة لا تزال قائمة بين البلدين.
غير أن للصومال أهميتها بالنسبة لمصر والإمارات تفوق أهمية العراق وهو ما سوف ينعكس في الساحة الصومالية.
وفي خليج عدن فإن الإمارات تولي أهمية كبرى لأمن باب المندب ولذلك تسعى لوجود قوي لها في عدن من خلال تفردها في مجالات كثيرة هناك منذ تحرير المدينة من الحوثيين يوليو الماضي. لذلك، فإن احتمالات الصدام وصراع المصالح بين أنقرة من جهة، وأبوظبي والقاهرة من جهة أن تكون مرتفعة.