حذر الأكاديمي والناشط الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، رئيس المركز العالمي للدراسات والبحوث في لندن، من أن "الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست (5+1)، يعتبر أكبر تحديًا في تاريخ دول الخليج، هذا التحدي يصل إلى معركة البقاء، فإيران حازت على الجائزة بعد سيطرتها على العراق والتواجد في سوريا والانقلاب في اليمن".
وأضاف "النعيمي"، في تصريح خاص لموقع "شؤون خليجية" السعودي، أن "الاتفاق الإيراني الغربي يفرض على دول الخليج توحيد صفوفها وتطوير قدراتها الذاتية وتحديث استراتيجياتها". وتابع: "الملفت للنظر أن سياسات دول الخليج لم تعد موحدة، وبعد إعلان إيران عن استعدادها لزيادة صادراتها بنصف مليون برميل يوميًا، فإن واجب الوقت التفكير بتنمية اقتصادية جديدة لا تعتمد على عوائد النفط فقط. و هذا أمر متأخر جدًا، لكن أن تصل متأخرًا خير لك من ألا تصل".
واعتبر "النعيمي" أن: "أكبر خطر يتهدد دول الخليج هو تعامل الحكومات الخليجية مع مطالب الإصلاح الداخلية، والتي ووجهت بالرفض والقمع والتنكيل، فالمطلوب من الدول العربية والخليجية مزيداً من التصالح مع شعوبها والانفتاح عليها، وذلك لمواجهة الخطر الإيراني".
ورغم تقييم النعيمي لمخاطر هذا الاتفاق إلا أن شخصيات إماراتية أخرى لا تزال تصر على التعامل مع هذه الخطورة المتزايدة من منظور جهاز الأمن الذي يعتبر أن الإسلام السني الوسطي هو العدو الرئيس والوحيد ما يدفع بهذه الشخصيات للحديث "عن حكمة وصبر" في التعامل مع النظام الإيراني.
فقد قالت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، في تصريحات لصحيفة "الإمارات اليوم" المحلية، إن "القيادة الإماراتية غلّبت منطق الحكمة والصبر، ولم تبادر إلى قطع العلاقات مع إيران، حفاظاً على مصالح وعلاقات الشعبين الإيراني والإماراتي، وأملاً في وصول الرسالة إلى القيادة الإيرانية بأقل خسائر ممكنة، لعلها تجد في طهران أذناً مصغية"، على حد قولها.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية الأحد (17|1) عقوبات على شركات إماراتية متورطة في تقديم الدعم لبرنامج إيران للصواريخ البالستية رغم خطورة هذا البرنامج على أمن واستقرار الخليج.