نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية تقريرا عن الربيع العربي الذي تشهد تونس اليوم ذكرى ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي, مشيرة إلى أنه بعد انقضاء خمس سنوات على الربيع العربي، لم تشهد المنطقة أي ازدهار في الديمقراطية أو العدالة أو التسامح بعكس ما كان يتوقعه الكثيرون .
وتحدثت الصحيفة، عن القمع الوحشي الذي تشهده العديد من دول الخليج واستغلال العمال وسوء معاملة الناشطين والمعارضة. ولفتت الصحيفة إلى ما يحدث في أبوظبي تحديدا من سوء المعاملة للعمالة الوافدة إليها، فضلا عن السجون السرية والتعذيب لكل من يعارض الحكومة، ولعلها السمة المميزة لبلدان المنطقة.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها الصادر عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن المنطقة من المغرب إلى سلطنة عمان أصبحت مزيج سام من الاستبداد، والتعثر في التحرر وأصبحت نماذج للدول الفاشلة وتفشت بها الحروب الأهلية والنزاعات الدينية.
وأشارت إلى أن “فشل الربيع العربي” يمكن الشعور به أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى الحرب الوحشية في سوريا وما أسفرت عنه من خسائر ولعل أحدثها حصار “مضايا”، وهجرة الكثرين إلى أوروبا.
وتابعت، إن تعرض الحكومات للمساءلة والاعتراف بالتنوع والتسامح جميعها أشياء لا وجود لها في العالم العربي مؤكدة على ضرورة التكاتف في سوريا من أجل وقف تمدد داعش وإيجاد حكومة مستقرة في ليبيا.
متابعون للشأن الإماراتي وثقوا انهيارا عاما أصاب معظم المرافق في الدولة منذ الربيع العربي خاصة مع انخراط أبوظبي في مشاريع الثورة المضادة كافة في هذه دول الثورات العربية وغيرها، فقد تعرضت الحقوق والحريات في الدولة إلى ضربات شديدة أدت إلى تحكم جهاز الأمن في جميع مسؤسسات الدولة ومسؤليها. فنتج عن ذلك تراجع في مؤشرات التنمية والازدهار والابتكار ودول الرخاء ، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة والانضمام لتحالفات دولية وإقليمية وما يسمى الحرب على الإرهاب وفرض عسكرة المجتمع الإماراتي.
وتلقت السلطات في الدولة أكثر من 200 بلاغ بالتعذيب فضلا عن الانتقادات الدولية الحادة ولكنها لم تحقق في أي بلاغ منها، واستمرت في وضع التشريعات والقوانين المقيدة للحقوق والحريات والتصادم مع جميع القوى الحية في الدول العربية بعد أن صنفت أكثر من نصف الشعوب العربية على أنهم إرهابيين.