أفاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة أحمد بن خلفان الغيث، والد المختطف قسرا الأكاديمي الإماراتي ناصر بن غيث والذي تم إخفاؤه قسرا من أغسطس الماضي ولا يزال مجهول المكان والتهمة وممنوع من الاتصال بأحد أو اتصال أحد به من ذويه أو محاميه.
ولا يحمل الإماراتيون أدنى تفاؤل بتحلي جهاز الأمن بأي حس إنساني يسمح للناشط الحقوقي والخبير الاقتصادي أن يشارك في وداع والده وتقبل العزاء به، غير مكتف بوفاة والد الناشط وهو لا يعلم مكان نجله أو يطمئن عليه، بعد أن تنكر هذا الجهاز لكل القيم الوطنية وتفرغ تماما لتوجيه الإهانات وإذلال الإماراتيين كافة الذين يحمل كل منهم فرصة أن يكون مكان بن غيث الابن.
وقال موقع "شؤون إماراتية" الذي نقل النبأ أيضا، أن الدكتور ناصر ليس أول الممنوعين من حضور صلاة جنازة والده، فقد سبق منع معتقل الرأي خالد الشيبة مؤخرا، بالإضافة إلى محمد الصديق وأحمد الرستماني وخليفة النعيمي وخليفة ربيعة وآخرين منعوا من حضور جنازات أقاربهم، في انتهاك يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإنسانية التي تمارسها السلطات الأمنية الإماراتية بحق معتقلي الرأي وأحرار الإمارات.
وكان بن غيث اختطف من عمله في أبوظبي واقتيد لمنزله في دبي لغرض التفتيش ثم اختفى عن الأنظار منذ ذلك التاريخ بعد تغريدة حول تخصيص حكومة أبوظبي أرضا لبناء معبد هندوسي في الإمارة أستعمل حقه بإبداء رأيه في هذا القرار الذي يرفضه الإماراتيون والخليجيون وكل الموحدين.
من هو ناصر بن غيث
و ناصر أحمد بن غيث المري هو أكاديمي إماراتي وخبير اقتصادي ومحاضر في جامعة "السوربون" فرع أبوظبي"، صاحب رؤية تنموية وطنية. وكانت قد نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية الصادرة في دبي تقريرا عن "بن غيث" في مايو 2010 أشارت إلى أنه من أول من تنبأ بالأزمة العقارية منذ عام 2006. وقالت الصحيفة، إن "اتفاقية "الجات" كانت نقطة البداية لاتجاه "بن غيث"، نحو دراسة الاقتصاد، والتخصص بمجال التكتلات الاقتصادية، حتى أصبح أول إماراتي يحاضر في جامعة السوربون- أبوظبي.
ونوهت الصحيفة إلى ندرة تخصص "بن غيث" ليس خليجيا فقط وإنما عربيا على الإطلاق، قائلة، إن هذا التخصص مجال جديد في العالم العربي، وهو يجمع بين أربعة تخصصات، هي: القانون والاقتصاد والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
وفي أعقاب الربيع العربي كتب بن غيث في مقال له بعنوان " ثورات العرب.. ظروف تتغير وعبر تتيسر"، "المعادلة التي تقوم على مثلث الأمن والثروة والدعم الخارجي لتحقيق إستقرار النظام الحاكم والتي سادت في الدولة وباقي دول الخليج لردح من الزمان يجب أن تتغير، فلا الأمن أو بالأحرى التخويف بجهاز الأمن ولا الثروة والأعطيات ولا الدعم الأجنبي قادر على ضمان إستقرار الحكم خاصة الحكم غير العادل ".فكان هذا المقال سببا في اعتقاله مع أربعة ناشطين آخرين عرفوا إعلاميا "بالمعتقلين الخمسة". ففي إبريل 2011 اعتقل بطريقة مهينة وبالتآمر مع جهة عمله، وفقا لوصف "بن غيث" ذاته. وخضع للمحاكمة وحوكم بالسجن 3 أعوام قبل أن يشمله "عفو" في نوفمبر من ذات العام في تهمة لم يرتكبها، ولكنه حُمّل "مكرمة العفو".