رغم قطع السعودية والبحرين قطع علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران تماما، وطرد الخرطوم لسفير طهران من أراضيها واستدعاء سفيرها من إيران، فاجأت أبوظبي المراقبين باتخاذ قرار بخفض التمثيل الدبلوماسي بين دولة الإمارات وإيران لمستوى القائم بالأعمال، وهو القرار الذي أثاء استياء قطاعات واسعة من الشعب الإماراتي الذي كان ينتظر موقفا وطنيا وقوميا خاصا من أبوظبي وهي التي دائما تشدد على التضامن الخليجي وعلى المصالح القومية وخاصة أن إيران أيضا لا تزال تحتل الجزر الإماراتية في مياه الخليج العربي منذ 4 عقود ونصف.
فقد نشرت وكالة الأنباء الرسمية (وام) نبأ مقتضبا، جاء فيه، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران الاسلامية إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الايرانيين في الدولة.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم أنه تم استدعاء سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن هذه الخطوة التي وصفتها بـ"الاستثنائية" تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونه الأخيرة.
وأكدت أن المبادىء الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
ويرى ناشطون أن صيغة بيان الخارجية والذي جاء "دبلوماسيا" في ذروة هذه الأزمة يثير تساؤلات حول جدية هذه الخطوة، والاستمرارية فيها بعد أن وصف البيان ان هذا التخفيض هو خطوة "استثنائية" أي أن الأصل قد يعود لسابق عهده في أي وقت.
ويطالب إماراتيون أن ترتقى أبوظبي لمستوى الأزمة واللحظة التاريخية والسياسية الدقيقة والفارقة في المنطقة واستثمار هذه الأجواء للعمل على إثارة احتلال الجزر بصورة تدفع إيران للقبول بالتفاوض عليها على الأقل.