في أبريل الماضي وقبل يومين فقط من زيارة ولي عهد ابوظبي إلى واشنطن والتي جرت في (20|4) اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بعض الدول الخليجية" بتغذية لهيب الصراع في ليبيا، ودعا هذه الدول لأن تساعد في خفضه الآن.
وحث أوباما دول الخليج على المساعدة في تهدئة "الوضع السياسي الفوضوي" في ليبيا. وأكد أن أي عمل عسكري خارجي لن يكون كافيا للمساعدة في تخفيف التوترات في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
وأشار إلى أنه لا يمكن إنهاء الأزمة في ليبيا بـ "بضع ضربات بطائرات من دون طيار أو عمليات عسكرية قليلة." وأضاف "في بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلا من محاولة تهدئتها."
وفي حين كانت اتهامات أوباما عامة ولم يحدد الدولة الخليجية المقصودة كانت هناك استنتاجات تشير إلى أن الدولة المقصودة هي دولة الإمارات وظل ذلك في إطار التكهنات حتى نشر الموقع الأمريكي الإخباري "ميدل إيست آي" الخميس (12|11) تقريرا تضمن وثائق تؤكد أن توترا نشب بين واشنطن وأبوظبي في أبريل الماضي بعد اكتشاف واشنطن أن الدولة خرقت حظر تصدير السلاح إلى ليبيا في فبراير الماضي، وبعد الكشف تحديدا في تقرير الموقع الأمريكي عن تزويد الإمارات النظام المصري ب40 طائرة بدون طيار وهو ما أشار إليه أوباما في تصريحاته.
وبعد الكشف عن هذه التطورات، إلى جانب الكشف مؤخرا عن أن المبعوث الأممي "ليون" كان يعمل لصالح أبوظبي المنحازة إلى اللواء المنشق خليفة حفتر، اتصل أوباما الليلة الماضية بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد .
وفي حين لم يعلن البيت الأبيض عن مضمون الاتصال والقضايا التي تم مناقشها قالت صحيفة "الاتحاد" المحلية، أن الاتصال "تناول علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في إطار العلاقات الاستراتيجية المتميزة في مختلف المجالات".
وأضافت، كما بحث الاتصال، عدداً من القضايا والمستجدات في المنطقة وبشكل خاص الأزمة السورية، وسعي الأطراف الإقليمية والدولية إلى معالجتها، وناقشا جهود وضع أرضية مناسبة لاجتماع فيينا المقبل حول سوريا.
ولم تشر "الاتحاد" إلى أن الملف الليبي كان من بين القضايا التي بحثها أوباما ومحمد بن زايد رغم أنها أشارت إلى جميع ملفات المنطقة الملتهبة باستثناء الأوضاع في ليبيا.