كما هو معلن يجري اليوم الرئيس المصري و قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي زيارة رسمية للدولة في مستهل جولة تقوده إلى الهند والبحرين وسط تفاقم المشكلات الداخلية المصرية اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وبعد مقاطعة الشعب المصري لانتخابات مجلس الشعب (البرلمان).
وقبيل زيارة السيسي للدولة أجرى اتصالا هاتفيا بولي عهد أبوظبي بعد أيام قليلة من بدء ما بات يوصف "العدوان الروسي" على سوريا ناقش الجانبان فيه تطورات المنطقة دون التعبير عن موقف حول التطورات في سوريا، وسط تأكيد التنسيق المستمر بين أبوظبي والقاهرة في قضايا المنطقة والعالم نظرا لتشابه أجندة مصر والإمارات بعد الانقلاب، كما يقول محللون.
ومع انطلاق عاصفة الحزم في مارس الماضي ضد الانقلاب الحوثي في اليمن بقيادة السعودية ومشاركة قوية من الدولة، أخذ نظام السيسي جانب الحياد وإن استقبلت حكومته أكثر من مرة وفدا حوثيا و وفدا يمثل المخلوع صالح، ورغم إعلان المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد أحمد عسيري بأن مقاتلة مصرية شاركت في قصف أهداف للمتمردين في اليمن إلا أن كل ذلك لم يأخذه المراقبون على محمل الجد.
وظلت المشاركة المصرية في عاصفة الحزم محل "مواربة" حتى تم الإعلان عن إرسال قوات برية إلى اليمن بعد اعتداء صافر الإرهابي في سبتمبر الماضي والذي أودى بحياة 55 شهيدا إماراتيا الحليف الأبرز لنظام السيسي. وقد أعلنت وسائل إعلامية خليجية عن إرسال الدولة لواء عسكريا كامل العدد والعدة إلى مأرب، وكذلك أرسلت قطر نحو ألف جندي مشاة، والسعودية والبحرين.
وتردد وقتها- بعد اعتداء صافر- أن مصر سوف ترسل قوات برية إلى اليمن. ولكن سارع النظام المصري ووسائل إعلاميه على نفي ذلك جملة وتفصيلا رغم أنها كانت من الممكن الاستفادة من "المواربة" دعائيا أيضا، كما يصف المحللون، ولكنها قطعت تماما بعدم إرسال أي جندي لليمن رغم ما تكرره الدولة من أن الحرب في اليمن هي معركة "امن قومي" للعرب وللإمارات، وسبق أن تم التأكيد على أن مصر سوف تقف إلى جانب الخليج، وانتشرت مقولات السيسي الشهيرة حول "مسافة السكة" و"أمن الخليج خط أحمر"، ولكن يبدو أن الاختبار لهذه الأقوال جاء سريعا، وأخفق فيه السيسي.
هذا ما قدره الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله الذي عادة ما يؤيد الانقلاب وتصفه وسائل إعلام عربية بالمقرب من صناع القرار في أبوظبي.
وقال "عبدالله" في تغريدات له على تويتر، "إن إيران فرحة بعدم مشاركة مصر بجنود مع السعودية فى اليمن، وأن إرسال قوات سودانية للمشاركة بجانب القوات السعودية والإماراتية وضع مصر في وضع سياسي حرج".
وأضاف: "يقال إن وصول قوات سودانية للمشاركة بجانب القوات السعودية والإماراتية في اليمن وضع مصر في وضع سياسي حرج.. البشير سبق السيسي وكسب نقطة لصالحه".
وتابع فى تغريدة أخرى، "ايران غاضبة جدا من إرسال السودان قوات للمشاركة في حرب تحرير اليمن من الاحتلال الحوثي، وفرحة أن مصر لا تشارك بجنود بجانب السعودية والامارات".
وكانت السودان قد أرسلت لدفعة ثانية من جنودها تتكون من 500 جندي، للمشاركة بين قوات التحالف التي تأتي القوات السودانية ضمنها، للمشاركة في حماية أمن عدن، بالإضافة إلى ان جزء من هذه القوة ستشارك في عمليات التحالف بـ “تعز” والسواحل اليمنية.
وإزاء هذه التغريدات عشية زيارة السيسي للدولة اليوم، تساءل ناشطون إن كانت تغريدات "عبدالله" تمثل موقف الدولة وأنها اختارت استقبال السيسي بهذه التغريدات أم أن "عبدالله" يعبر عن موقفه فقط؟!