البيت الأبيض يستنكر تعليقات مرشح رئاسي عن تولي مسلم لرئاسة أمريكا
البيت الأبيض قال أن التصريحات لا تتواءم مع الدستور
واشنطن
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
22-09-2015
استنكر البيت الأبيض اليوم الثلاثاء (22|9) تصريحات المتنافس لترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2016 بن كارسون، الذي قال إنه لا يؤيد ترشح مسلم لمنصب رئيس الولايات المتحدة، لكون الإسلام لا يتفق مع الدستور الأمريكي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست: "لقد شاهدنا رغبة لدى العديد من هؤلاء المتنافسين الجمهوريين لتشجيع وجهات النظر المسيئة، في سبيل الدعم السياسي"، مضيفاً الموجز الصحفي من واشنطن: "ما اعتقد أنه مخيبا للأمل للعديد من المراقبين، بما فيهم أنا، هو أننا لم نر احتجاجا كبيرا من باقي المتنافسين الآخرين في الترشيح الأولي لنفس السبب، وهو السعي وراء بعض الأصوات".
وأكد على أن تصريحات كارسون "هي ليست بالأشياء التي تتواءم مع الأغلبية الساحقة للأمريكيين،"، وتابع معلقاً: "في الحقيقة أظن أن هذه الآراء التي أعرب عنها الدكتور كارسون لا تتواءم مع الدستور بشكل كلي، والذي يضمن حرية الدين في هذه البلاد".
وكان جرّاح الأعصاب، بن كارسون، قد أعلن في مقابلة له الأحد، مع قناة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية: "لن أدافع عن وضع مسلم كمسؤول عن هذه البلاد، أنا لن أقبل بهذا بكل تأكيد".
وقال كارسون الذي يعد أحد خمسة عشر متنافسا على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2016: "إذا كان (دين المرشح للرئاسة) غير متفق مع قيم ومبادئ أمريكا، فعندها يجب أن يكون (دين المرشح) مهما (للانتخاب)، لكن إذا كان متفقاً مع الطبيعة الأمريكية والدستور فهو ليس بمشكلة".
وأضاف في رد على سؤال إذا ما كان الإسلام يتفق مع الدستور قائلا: "كلا.. لا أعتقد.. كلا".
وعقب كارسون مبدياً عن عدم معارضته لترشيح المسلمين لعضوية الكونغرس الأمريكي: "الكونغرس قضية مختلفة، لكن تعتمد على من هو ذلك المسلم، وماهي سياساتهم، بنفس الطريقة التي تتعلق بأي شخص آخر (من دين مختلف)".
وكان عدد من الساسة، ووسائل الأعلام في الولايات المتحدة، انتقدوا المرشح الرئاسي المحتمل للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2016، الملياردير دونالد ترمب، بسبب تجاوبه مع سؤال لأحد الحاضرين في تجمع انتخابي بولاية "نيو هامبشاير"، بخصوص خططه للتعامل مع المسلمين في البلاد.
ويوم الخميس الماضي، وبينما كان ترمب حاضراً أحد التجمعات الانتخابية له في مبنى بلدية مدينة "روتشستر" بولاية "نيوهامبشاير"، سأله أحد الحضور قائلا: "لدينا مشكلة في هذا البلد، تُدعى المسلمين، نعلم أن رئيسنا الحالي (باراك أوباما) هو واحد منهم، أنت تعلم أنه ليس أمريكيا، لكن على أي حال، صار الآن لدينا تنام في المخيمات التدريبية (في إشارة إلى مزاعم جماعات عنصرية بوجود معسكرات سرية داخل أمريكا لتدريب مسلحين)، حيث يريدون قتلنا، وهذا هو سؤالي: متى سنستطيع التخلص منهم؟".
وهو ما أجاب عنه ترمب قائلا: "سوف ندرس الكثير من القضايا المختلفة، وكما تعلم، فإن الكثير من الناس يتحدثون عن هذا، والعديد من الناس يرددون بأن العديد من الأشياء السيئة تحصل هناك (في المعسكرات المزعومة)، سوف نقوم بتفحص هذا وغيره من القضايا الأخرى".
إلا أن ترمب تراجع عن تصريحه ذاك، يوم الأحد الماضي، عندما قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن بلاده لديها "مشكلة مع المسلمين المتشددين"، مشيراً إلى أنه يمتلك "عدة أصدقاء مسلمين، وأنهم أناس رائعون وجيدون، ومعظم المسلمين مثل الآخرين".
من جانبها، قامت منظمة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المعروفة بـ"كير"، ببدء حملة لتوزيع نسخ من القرآن بالعربية والإنجليزية في رد على تصريحات بن كارسون.
وقال نهاد حداد، المدير التنفيذي للمنظمة، التي تعد إحدى أكبر المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة، في تصريحات صحفية، إن "كير مستعدة لأي لقاء مفتوح مع بن كارسون لتبديد أي سوء فهم لديه عن الإسلام، وسوف ترسل له نسخة من القرآن لكي يثقف نفسه في الدين".
هذا ودعا كوري سيلر، أحد ممثلي المنظمة، المرشح الأمريكي إلى التخلي عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية.
من جهته، قال أحد منافسي كارسون على المنصب ذاته، وهو المرشح الأمريكي، تيد كروز، في تصريحات صحفية اليوم إن "الدستور ينص على أنه يجب ألّا يكون هنالك إجبار على تبني معتقد من أجل شغل منصب عام، وأنا أؤمن بالدستور".
أما المتنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2016 الرئاسية هيلاري كلينتون، فقد نشرت هي الأخرى في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فقرة الدستور الأمريكي التي تشير إلى إمكانية ترشح أناس لمنصب الرئيس بغض النظر عن أديانهم.
فيما أكد منافسها الديمقراطي على ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس في عام 2016 وعضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز في مقابلة تلفزيونية مع قناة إن بي سينيوز الإخبارية الأمريكية: "يجب أن نحكم على المرشحين للرئاسة من خلال ما يحملونه من أفكار يمثلونها، وليس على أساس دينهم أو لون بشرتهم، هذا ما يجب أن تكون الديمقراطية عليه. لذا فقد خيب د. كارسون ظني، وأنا لا أوافقه الرأي".