في ثاني خلاف مع السعودية والتحالف .. قرقاش يدعو لإقصاء إخوان اليمن
الشيخ محمد بن زايد في ضيافة الملك سلمان
خاص
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
31-08-2015
تتسارع المواقف الإماراتية الإعلامية والرسمية حول مستقبل اليمن بما يخالف الوحدة الوطنية اليمنية ويعتبر تدخلا غير مقبول في شؤون الشعب اليمني ومستقبله السياسي واختيار من يحكمه. فبعد ساعات من تغريدات ضاحي خلفان حول "اعترافه الشعبي" بانفصال عدن "كدولة ذات سيادة مستقلة"، يغرد أنور قرقاش تصريحات رسمية حول التركيبة السياسية اليمنية بما ينم عن تمييز قد يعصف بمستقبل اليمن.
أنور قرقاش في تغريداته، التي اتهم فيها إخوان اليمن بأنهم جزء من المشكلة، مارس تحريضا وكراهية في مسألة لا تخصه ولا يحق له في إبداء الرأي فيها. فقرقاش، خالف بهذه التغريدات التي دعا فيها إلى إقصاء الإخوان عن مستقبل اليمن، التوجهات السياسية اليمنية الرسمية للحكومة الشرعية والتي اجتمع فيها نائب الرئيس اليمني خالد بحاح بقيادات "إخوان اليمن" في الرياض مؤكدا لهم دورهم في مقاومة الحوثيين طوال السنوات السابقة ومؤكدا أنهم جزء مهم في التركيبة السياسية اليمنية. فهل تغريدات قرقاش سوف تفرض نفسها على الحكومة اليمنية والشعب اليمني.
السعودية التي تستقبل قيادات الإخوان منذ سبتمبر الماضي بعد احتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء، تقوم استراتيجيتها على مستقبل سياسي في اليمن لا يقصي أحدا لأنها تدرك أن الإقصاء هو أفضل وصفة للحرب الأهلية والصراع السياسي.
والغريب أن قرقاش الذي يدعو لإقصاء "إخوان اليمن" عضو حكومة تعمل ليل نهار لإعادة فلول مبارك والقذافي وزين العابدين بن علي للمشهد السياسي من خلال تمكين انقلاب السيسي ودعم مليشيا حفتر وقانون العفو الذي أصدره الرئيس التونسي قائد السبسي، إلى جانب تورطها مع نظام السيسي في إعادة تاهيل نظام الأسد. في اليمن إقصاء لأهم مكون شعبي وسياسي بلا مبرر، وفي دول أخرى جهود لإعادة المنبوذين شعبيا والفاسدين سياسيا، حتى أن أبوظبي تدعو لإعادة دمج الحوثيين والمخلوع صالح وإقصاء الإخوان.
قرقاش بتغريداته هذه يقدم نفسه "بول بريمر" اليمن، وهو الحاكم "المدني" الأمريكي للعراق بعد سقوط بغداد عام 2003 الذي عينته الإدارة الأمريكية وقوات التحالف حاكما للعراق وقام باتخاذ أسوأ قرارات في تاريخ هذا البلد والذي لا تزال فصوله المدمرة مستمرة بعد حل الجيش العراقي وحل حزب البعث وغيرها من القرارات.
كما أن قرقاش بتغريداته المشبوهة هذه، يضع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في موقف محرج مع السعودية، والتي أكد في آخر تصريحات له مطلع أغسطس أثناء لقائه وزير خارجية السعودية عادل الجبير الذي كان في زيارة لأبوظبي، بأن قراءة أبوظبي للملف اليمني هي نفس القراءة السعودية"، فهل يدرك قرقاش أن تغريداته هذه فيها تكذيب واضح ومحدد لتصريحات الشيخ محمد بن زايد، وتتناقض مع زيارة نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى المغرب ولقاء الملك سلمان والتأكيد الإماراتي على تطابق المواقف مع الرياض فيما يخص الشأن اليمني. هذا الموقف دفع المراقبين للتساؤل: إن كانت تغريدات قرقاش تخالف مواقف حكام الدولة أم تقاسم أدوار، أو من الذي يعبر عن موقف الدولة الحقيقي تجاه الملف اليمني.
قرقاش برر هذا الموقف المعروف إعلاميا عن الإمارات من إخوان اليمن، ولكنه لأول مرة يتم التعبير عنه سياسيا وبصفة رسمية بأن "الغوغاء والمال الفاسد والولاءات الملتبسة تجعهلم جزءا من المشكلة لا الحل"، على حد زعمه. وتابع قرقاش، " نرى دورهم الانتهازي الحالي في اليمن..الدولة الجديدة الواعدة لا يمكن أن يكون طريقها بوابتهم".
وزعم قرقاش، أن الإخوان "لم يلعبوا دورا في تحرير عدن"، واستطرد في ادعاءاته،" اتصف دور الإخوان في كل مشهد سياسي بالإقصاء والاستئثار والتعالي والحسابات الخاطئة..."، ليتساءل ناشطون إذا كان إخوان اليمن إقصائيين، فماذا يمكن أن توصف دعوات قرقاش هذه نحو مكون رئيسي وتاريخي وعامل استقرار في اليمن.
وإزاء التصريحات والمواقف المتلاحقة للدولة في الملف اليمني، يتساءل يمنيون هل تسعى الإمارات لفرض وصاية أو انتداب على اليمن لمجرد انها كانت جزء من اثني عشر جزءا آخر ساهموا في العمليات ضد المتمردين الحوثيين، وهل يحق لدول التحالف تنصيب 12 حاكما يمثل بلاده في اليمن.
الناشطون اليمنيون، حذورا كل من يحاول العبث باستقرار اليمن ومستقبله السياسي والتدخل فيه من أن الحالة السياسية الراهنة لبلادهم لا تسمح بفتح جبهات من الخلاف مع آخرين ولكن هذا لا يعني أن يستبدلوا وصاية إيران والحوثي بأي وصاية أخرى مهما كانت وبدأت تحرض على هذه الطرف أو ذاك وتتحدث عن تحرير عدن، والتي شهدت أمس (30|8) حادثتي اغتيال كبيرتين، ما يعني أن الحديث عن التحرير والمغانم والإقصاء قد يكون سابقا لأوانه قبل استتباب الأمن في اليمن عموما وعدن خصوصا.