نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً تتحدث فيه عن قيام المحكمة الاتحادية الأمريكية في نيويورك باستدعاء رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للرد على دعوى قضائية رفعت ضده تتهمه بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان، تزامناً مع زيارته التي يقوم بها اليوم الجمعة (28|8) للولايات المتحدة و التي تعد الأولى للزعيم الهندي إلى أمريكا.
و كانت هيئة حقوقية أمريكية قد قدمت هذه الدعوى ضد مودي في محكمة منهاتنن بنيويورك نيابة عن الناجين من أحداث العنف الديني التي شهدتها ولاية غوجارات عام 2002 و التي كان يشغل مودي رئيس وزراء للولاية في تلك الفترة.
و يسعى المدعون إلى الحصول على تعويضات مالية و عقابية بدعوى عدم اتخاذ مودي و حكومة الولاية عام 2002 ما يلزم من تدابير للحد من موجة أعمال العنف و القتل التي اجتاحت الولاية على خلفية نزاعات دينية بين المسلمين و الهندوس.
و كانت ميلان فانشيف، الناشطة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي و التي تركز على مناطق جنوب آسيا، قد قالت أن الاستدعاء صحيح و التهم الموجهة لمودي صحيحة، فالدلائل تشير إلى تواطئه و مجموعة من القيادات في تسهيل قتل السكان المسلمين هناك، و عدم اتخاذ التدابير الأمنية و القانونية اللازمة للحد من هذه المجازر الفظيعة في ذلك الوقت، بل ساهم أيضاً في استخدام سلطاته لحماية المجرمين الذين نفذوا هذه الاعتداءات.
و لا تعد هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها مسؤولون هنود محاكمات أمريكية حال زيارتهم للولايات المتحدة بدعوى ضلوعهم في جرائم الإبادة بحق المسلمين في الهند، حيث سبق أن شملت هذه المحاكمات رئيس الوزراء الهند السابق "مانموهان سينغ" و زعيمة الحزب الحاكم السابقة "سونيا غاندي" أثناء زيارات متفرقة قاموا بها للولايات المتحدة.
و من المقرر أن يصل رئيس الوزراء الهندي مودي اليوم الجمعة (28|8) إلى نيويورك في أول زيارة رسمية لرئيس هندي يقوم بها للولايات المتحدة و تستمر لمدة خمسة أيام، حيث سيجتمع مودي خلالها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما و عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين قبل أن يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته نفى مودي أي دور له في أعمال العنف تلك، خاصة أن المحكمة العليا الهندية لم توجه له أي اتهام فيما يتعلق بهذه القضية. الأمر الذي يتناقض مع حقيقة رفض الولايات المتحدة منح مودي تأشيرة لدخول الولايات المتحدة عام 2005 بدعوى ضلوعه بأعمال عنف و إبادة جماعية ضد المسلمين في الهند عام 2002 و تزعمه للحركة القومية الهندية التي تناصب المسلمين في الهند العداء و سبق لها أن تورطت في العديد من أعمال العنف و القتل ضدهم.
ووفق مؤسسة حقوقية أمريكية، فإن مودي ساهم بشكل مباشر بتدمير أكثر من40 مسجداً بشكل كلي في الولاية التي كان رئيساً لوزرائها إبان أحداث العنف الديني عام 2002، و ساهم أيضاً في تسهيل عمل العصابات الهندوسية التي كانت تستهدف أحياء المسلمين بشكل دموي كبير.
يذكر أن مودي قام بزيارة للإمارات في وقت سابق من هذا الشهر، و قام بإعلان اتفاق على إنشاء معبد هندوسي في أبوظبي، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المواطنين و سبب موجة احتجاج شعبي عارم خاصة و أن الدولة تخلو من هذه المعابد و لا يوجد أي حاجة فعلية لبنائها.
و من المتوقع أن تزداد نسبة الاحتجاجات على بناء المعبد هذا خاصة مع ورود هذه الأخبار و دور مودي الكبير في قتل العديد من المسلمين، عكس ما كان يحاول إظهاره من روح تسامح أثناء زيارته للبلاد، و يبقى السؤال مشرعاً، هل سيوافق مودي على تخصيص قطعة أرض لبناء مسجد في نيودلهي؟ خاصة و أنه عضو في الحركة القومية الهندية التي تعادي المسلمين علانية و تتهمها مختلف منظمات حقوق الانسان بتنفيذ العديد من الجرائم في حق المسلمين في الهند.